أصوب. ومن غرائب
التفسير ما روى عن أبى عمرو بن
العلاء أنه قال : سمعت بعض الرواة يقول : بدم كدب بالإضافة من الدال
. وقال : هو الجدى فى كلام الكنعانيين ، وأنشد لبعضهم :
ظلّت دماء بنى عوف كأنهم
|
|
عند الهياج رعاة بين أكداب
|
وقيل : إنهم لطخوا قميص يوسف عليهالسلام بدم ظبى ذبحوه.
وقوله سبحانه : ﴿ قَالَ
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [١٨] وهذه استعارة.
وحقيقة التسويل تزيين الإنسان لغيره أمرا غير جميل. جعل سبحانه أنفسهم لمّا قوى
فيها الإقدام على ذلك الأمر المذموم بمنزلة الغير الذي يحسّن لهم فعل القبيح ،
ويحملهم على ركوب العظيم.
وقوله سبحانه : ﴿ قَدْ
شَغَفَهَا حُبًّا ﴾
[٣٠] وهذه استعارة. والمراد بها أن حبه تغلغل إليها ، حتى أصاب شغافها ، وهو غشاء
قلبها. كما تقول : بطنت الرّجل. إذا أصبت بطنه. ويقال : معنى شغفها أي سلب شغاف
قلبها ، على طريق المبالغة فى وصف حبها له ، كما تقول : سلبت الرّجل إذا أخذت
سلبه.
وقوله سبحانه : ﴿ قَالُوا
أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ، وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ ﴾ [٤٤] وهذه أبلغ
استعارة وأحسن عبارة لأن أحد الأضغاث : ضغث. وهو الخليط من الحشيش المضموم بعضه
إلى بعض ، كالحزمة وما يجرى مجراها ، فشبه سبحانه اختلاط الأحلام ، وما مر به
الإنسان من المحبوب والمكروه ، والمساءة والسرور باختلاط الحشيش المجموع من أخياف
عدة ، وأصناف كثيرة.
__________________