ولا يخفى عليك أنّه إذا حُمل كلامهم على
ما ذكرنا من نسيان الخبر ، لم يرد هذا الاعتراض أيضاً.
وليعلم أنّ حمل (إلاّ) على الاستثناء صحيحٌ
على كلّ تقدير ، فحملها على غيره تكلّفٌ ، عنه غنيةٌ.
وما قيل : من أنّه إذا كان المعنى : انتفى
الإله. على ما ذكر في جواب الأوّل من النظرين على الثاني ، فلا بدّ من أن يكون بمعنى
(غير) ، وإلاّ لكان المعنى أنّ هذا الجنس ـ على تقدير عدم دخول هذا الفرد فيه ـ منتف
، فلا ينفي وجوده في ضمن أفراد هو داخل فيها ، فلا يفيد التوحيد ، فهو وهمٌ ، منشؤه
الخلط بين ما قيل في (لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ
إلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا)
وبين هذا الكلام ، والفرق بينهما غير قليل.
__________________