خاتمة :
وهكذا يتبيّن للمرء مدى التخبّط الذي وقعت
فيه رواية أبي مخنف ـ غير الحقيقية ـ حينما حرّفها وعدّلها كلّ من هشام الكلبي والطبري
، فلم تعدّ رواية متوازنة وموضوعية ومتماسكة. هذهِ النهضة التي مثّلت حركة مفصلية
في التاريخ الإسلامي والإنساني على حدِّ سواء ، إنّما سعى الساعون إلى تحريف وتشويه
محتواها من خلال بعض الروايات ، وفي جانب آخر استهدفوا صورتها الظاهرية وشخصيّاتها
، ليس رواية الرحلة إلى العراق فحسب بل جميع معلومات مقتل الإمام الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهماالسلاملأبي
مخنف قد نالها ما نالها من التحريف وبثّ المغالطات المنهجية والأحداث التاريخية المجانبة
للواقع.
كذلك فإنَّ مهمّة التصدّي للتحريفات الدخيلة
على نهضة الإمام الحُسين مهمّة صعبة لم يقم بها إلاَّ الندرة من العلماء والمُصلحين
المجدّدين ، لما قد يُكلّف العالم المُصلح ثمناً باهظاً لعلّ أقلّه الاتّهام بالجهل
في التاريخ الإسلامي ، لكن مع هذا ، فقد تطرّق عدد من المُحقّقين لحوادث هذه الواقعة
وتحليل التحريفات فيها ، وقد سعى المتأخّرون في قراءة جديدة لهذه النهضة والثورة العظيمة
وتنقيتها من التحريفات ، والتي يشير إليها الأستاذ المطهّري ـ بعد بيان معنى التحريف
وأنواعه ـ فيرى أنّ هناك ثلاثة عوامل دخيلة في تحريف نهضة الإمام الحُسين ، وهي : الأعداء
للوصول إلى مراميهم ؛ المحبّين