ولا يرتاب في ذلك
إلاّ معتوه.
ثمّ إنّ المتحاملين على الشيعة في مسألة
تحريف القرآن يستندون إلى كتاب « فصل الخطاب » للمحدّث النوري الذي جمع فيه المسانيد والمراسيل التي استدلّ بها على النقيصة ، ولكن غفل المتحامل عن الرسائل الكثيرة التي أُلّفت ردّاً
عليه وكفى بذلك ما ذكره العلاّمة البلاغي فقال : إنّ القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار ، وقد وصف علماء الرجال كلاً منهم بأنّه :
١. إمّا ضعيف الحديث ، فاسد المذهب ، مجفوّ
الرواية.
٢. وإمّا أنّه مضطرب الحديث والمذهب
يعرف حديثه وينكر ، ويروي عن الضعفاء.
٣. وإمّا بأنّه كذّاب متّهم لا أستحلّ
أن أروي من تفسيره حديثاً واحداً ، وأنّه معروف بالوقف وأشدّ الناس عداوة للرضا عليهالسلام .
٤. وإمّا بأنّه كان غالياً كذّاباً.
٥. وإمّا بأنّه ضعيف لا يلتفت إليه ، ولا
يعول عليه ومن الكذّابين.
٦. وإمّا بأنّه فاسد الرواية يرمى
بالغلوّ ، ومن الواضح أنّ أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئاً ، هذه حال المسانيد ، وأمّا أكثر المراسيل فمأخوذة من تلك المسانيد.
هذا وصف إجمالي لهذه الروايات التي
يستند إليها أعداء الشيعة في هذه النسبة ، ويكفي في ذلك أنّ ثلاثمائة حديث من هذه الأحاديث ، يرويها السيّاري ، ويكفي في ضعفه قول الرجالي المحقّق النجاشي في حقّه : إنّه ضعيف الحديث
__________________