الآخَرين من الحديث ، ولعلّه يعثر على حديث لأهل البيت عليهالسلام عند الآخَرين أو حديث لرسول الله صلىاللهعليهوآله نقله الآخرون بسند صحيح عن ثقاث عنده ولو من فِرَق ومذاهب اُخرى. وأيضاً كان يهدف زيارة المنتسبين لمذهب أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله ليطّلعهم على معالم مذهبهم ويعرّفهم أنّ لهم ناقلين لأخبار أهل البيت عليهالسلام ، وأنّ هناك اختلافاً في استنباط الأحكام بين مذهب آل رسول الله صلىاللهعليهوآله وباقي المذاهب ، وبهذا استطاع الحفاظ على أتباع مدرسة أهل البيت ، وتبليغ الأحكام إليهم ، ودلّهم على منابع أحكامهم ، وعرّفهم مرجع مسائلهم بالإضافة إلى تعريف الآخرين وإتمام الحجّة عليهم ، والمهمّ من ذلك أنّه عرّف مذهب أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنّهم أهل حوار وأصحاب دليل يسمعون ويستمعون لقول من يخالفهم ويعرضون عليه ماعندهم بحوار علمي هادئ ، وأيضاً ردّ دعوى من يتّهم الشيعة بالوضع والافتراء على رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ إذ لو كان واضعاً للحديث لردّوه ، فقدعرض حديثه على طوائف مختلفة من العلماء بالذوق والفهم والمسلك والمذهب ، فلم نسمع من أحد منهم أنّه اتّهم الصدوق بالكذب والافتراء. بل لم نجد إلاّ الإطراء والمدح مِن كلّ مَنْ تعرّض لترجمته ، سواء في ذلك المؤالف والمخالف ، كما تقدّم نقل شطر منها.
اُسرة الشيخ الصدوق رحمهالله :
لا شكّ في أنّ خير معرِّف لبيت ، أو اُسرة أو شخص هو اشتهاره بالعلم والتقوى ، وعمل المبرّات ، فإذا اشتهرت اُسر ، أو أشخاص بالمال والحكم والفرعنة فقد اشتهرت اُسرة الشيخ الصدوق بالعلم والصلاح ، وهذا هوالذي يمتدّ بقاؤه على طول التاريخ ، فالعلماء باقون ما بقي الدهر.