الإجازات القدامى ، وإنّني لم أمنح مثل هذه الأجازة إلاّ لمن أتوسّم فيه حسّاً أدبيّاً نقديّاً أو تاريخيّاً يغلغل الخبر ويدرسه دراسة دقيقة حاثّاً إيّاه تحرّي الحقائق وكشف روايات المدلّسين ووعّاظ السلاطين وإخضاع الرواية أو الخبر ضمن هذه الدائرة المعرفية إلى الجرح والتعديل وإخضاعهما لكلّ الضوابط التي يخضع لها الحديث الشريف ، وإذا كانت الرواية لها سند فيجب التأكّد من سلامة السند والمتن على حدّ سواء ، وهذا هو ما أكّدته وأشرت إليه في منحي الإجازات.
ومن أجل أن نصل الماضي بالحاضر رأيت مراعاة ظروف التجديد والتطوّر في مناهج منح الإجازات والتوسّع في مضامينها ومحتواها لنحفظ لتراثنا الإسلامي الاستمرار في التطوّر والانبعاث والانطلاق إلى آفاقه الواسعة من دون المساس بالأسس والأهداف التي توخّاها القدامى في منح الإجازات لطلاّبهم ، وأن نقف بحذر عند الخطوط الحمراء ولا نتجاوزها ونتقيّد بالثوابت والضوابط المعمول بها ، وهذا ليس معناه التحجّر والتحدّي وعدم التمسّك بضوابط منح الإجازة بل العكس من ذلك هو تطوّر واستشراف لمستقبل باهر مشرق لطلاّب العلم ، وعندها سيتّصل الماضي التليد بالحاضر الطريف ونكون قد سايرنا المعطيات العلمية المعاصرة للوصول إلى الهدف المنشود في إحياء تراث السلف الصالح من علماء الإسلام ومؤرّخيهم والسير على هدى نبيّنا الكريم(صلى الله عليه وآله) وأئمّتنا المعصومين عليهمالسلام ونوّابهم من العلماء والأعلام مجتهدي الأمّة ويمكن النظر في الأنموذجات المحدودة التي اخترتها من مجمل الإجازات