قال العلاّمة السيّد حسن الصدر : «رأيت له مجلّداً في أصول الفقه بخطّه. كان سيّد علماء عصره ، ورئيس مصره. ويكفيك ما قاله السيّد العلاّمة أخوه السيّد علي في آخر رسالته في ميراث الزوجة الموضوعة في آخر المجلّد الأوّل من كتابه البرهان القاطع ما لفظه : وحين وصل تحرير هذه الرسالة إلى هذا المقام فاجأتني رزيّة تذيب الصخر فجعتها ، وهي ورود نعش أخ لي شقيق شفيق ، كان لي ظهراً ظهيراً ، وكهفاً منيعاً ، بل كان جلّ أهل الحمى في كنفه آمنين ، وفي ظلّه راقدين ، لجلالة قدره ، وعظم شأنه ، ونفوذ أمره. قصد زيارة مولانا أبي عبد الله الحسين عليهالسلام فصادف أجله في ذلك المشهد الشريف ليلة الواحد والعشرين شهر رمضان المبارك ، ليلة وفاة مولانا أبي الحسن عليهالسلام ، ونقل إلى الغري حيث أنّه مسقط رأسنا ، ومدفن أسلافنا ، ودفن ليلة الثالثة والعشرين ليلة القدر الأعظم. وهذه المصادفة من إحدى سعاداته ، دفن بجنب جدّنا بحر العلوم (أعلى الله مقامه) ، وهو إذ ذاك بلغ السبعين من عمره ، فاقني في العمر خمس سنين ، فأنا اليوم بالغ خمساً وستّين سنة ، والله مقدّر الآجال. ومن دهشة هذه الرزيّة لم يبق لي صفو الخيال فأقصرت القلم عن الجري في المجال كما قصرت خطواي من عظم المصيبة وشدّة الحال ، وما صبري إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أنيب. حرّره الأقلّ علي آل بحر العلوم الطباطبائي في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة (١٢٨٩ هـ) (تسع وثمانين ومائتين وألف)». انتهى(١)(٢).
__________________
(١) راجع : البرهان القاطع ١ / ٤٢٤.
(٢) تكملة أمل الآمل ٥ / ٢٨٥ ، الرقم ٢٢٣٥.