٢ ـ إنّ الشيخ الطوسي غالباً ما يكتفي بنقل كلام الوزير المغربي فقط ، دون تأييده أو تضعيفه ، ويكتفي أحياناً بالتنويه إلى ملاحته(١) ، حيث يتبيّن من خلال قوله : (مليح) هو قبوله له في بعض الأحيان(٢) ، وأحياناً يراه ضعيفاً أو ينسبه إلى السهو (٣). وفي بعض الأحيان يشير إلى عدم صوابية رأي الوزير المغربي وذلك من خلال تبنّي الرأي الآخر(٤).
٣ ـ لسنا في هذا المقال بصدد بيان صوابية آراء الوزير المغربي. وإنّما نكتفي بالقول إنّ بعض آرائه الإبداعية لا تبدو صحيحة. من باب المثال نعمد إلى إيضاح المورد السابع عشر :
ذهب المفسّرون إلى القول بأنّ الفعل (طاب) في هذه الآية يعني الحلّية ، بيد أنّ الوزير المغربي قال بأنّه يعني البلوغ ، وذلك من خلال الاستناد إلى قولنا : (طابت الثمرة) ، ثمّ أضاف قائلاً : إنّ هذه الآية في مقام النهي عن تزويج الفتيات اليتيمات قبل البلوغ ، وبذلك يتّضح ارتباط فعل الشرط في قوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى) بالجزاء في قوله : (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) أيضاً.
__________________
(١) فبالإضافة إلى المورد الذي أشرنا له في النصّ ، هناك تصريح في المورد الرابع عشر بكونه مليحاً ، ولكنّه أضاف إلى ذلك أنّه بحاجة إلى تقدير في الكلام ، وكأنّ في هذا إشعاراً بعدم قبوله.
(٢) قال في المورد التاسع والثلاثين : (والذي ذكره قويّ).
(٣) كما في المورد السادس عشر ، حيث قال : (هذا ضعيف) ، وفي المورد الثاني والثلاثين : (هذا الذي ذكره سهو منه).
(٤) كما في الموارد الآتية : ١ و ٣٣ و ٣٦ و ٤٩.