شدّة كراهية الإمام للاغتياب ، فتسبّب عنه الفصل بين أجزاء الكلام ، واختصاص الأمر بمحضره الشريف.
٤ ـ تغيّرت رتب الكلام المحفوظة في النصوص التي دُرست من كلامه عليهالسلام ، وكان الباعث على هذا الخرق النحوي هو الاختصاص والعناية ، ومن ذلك تغيّر رتبة جواب الشرط في قوله عليهالسلام في حقّ القرآن الكريم : «واعقلوه إذا سمعتموه» إذ ورد قبل أداة الشرط وفعله ، لأهمّية مقام الاختصاص والإغراء بالجواب المتقدّم والعناية بنتيجته المطلوبة.
٥ ـ استعمل النداء في كلام الإمام المجتبى وسيلة للاختصاص بدلالة القرائن المعنوية للسياق ، فقد أرصد البحث أمثلة لذلك ، منها قوله عليهالسلام مخاطباً يزيد (عليه اللعنة الدائمة) وقد جمعهما مجلس واحد : «اعلمْ يا يزيد أنّ إبليس شارك أباك في جماعه ، فاختلط الماءان ، فأورثك ذلك عداوتي ...» ، فاختصّ بالنداء اسم المُنادى لتقييده أوّلاً ، ولبيان أهمّية الأمر الذي نُودي باسمه لأجله ثانياً.
٦ ـ من وسائل الاختصاص المعنوية المهمّة التي وردت في البحث تعريف المبتدأ والخبر ، وقد بيّن البحث علّة الاختصاص في تعريف طرفي الإسناد ، مع ذكر صور متنوّعة لذلك التعريف ، اختلفت أغراضها تفصيلاً واتّفقت في غرضها العامّ وهو الاختصاص.