ينقل عنها في متن الكتابين وحواشيهما ، وكثير منها من الكتب الدعائية القديمة. منها روضة العابدين للكراجكي المتوفى (٤٤٩) كما ذكرناه آنفا. ومنهم الشيخ البهائي المتوفى (١٠٣١) مؤلف ( مفتاح الفلاح ) وترجمته للخوانساري. ومنهم المحدث الفيض المتوفى (١٠٩١) مؤلف خلاصة الأذكار ومنهم المجلسي المتوفى (١١١١) وهو الذي جمع فأوعى فألف بالعربية في مجلدات البحار وبالفارسية زاد المعاد وتحفه الزائر ومقياس المصابيح وربيع الأسابيع ومفاتيح الغيب في الاستخارات ، ولكثير منها تراجم بالتركية والهندية الگجراتية والأردوية. وقد ألفت من لدن عصر الصفوية كتب كثيره في الأدعية انما أشرنا إلى بعض مشاهيرها نموذجا. فمع وجود هذه الكتب الصحيحة المعتبرة المطبوعة المنتشرة حتى اليوم بما فيها من الأدعية لجميع المطالب قد تمت حجة الله على العباد لأنه لا يحتاج أحد من البشر إلى شيء آخر غير إلزام نفسه بالعمل ومنعها عن الكسل والفشل عنها وتهذيب نفسه عن الرذائل المانعة لتأثير العمل بهذه الوسائل بالجملة لم يبق لطالب المآرب الا قيامه بنفسه بالعمل بما فيه حصول مطلبه ومرامه مراعيا ما له من الآداب المقررة من الطهارة والإباحة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن. ومعلوم أن تهذيب النفس وتذكيتها ليس دواء يشترى من العطارين بل هو شيء لا يحصل للإنسان الا باجتهاده وسعيه :
دواؤك فيك ولا
تبصر |
|
ودائك منك ولا
تشعر |
والجهاد مع النفس هو الجهاد الأكبر الذي لا يتم للإنسان الا بسعيه لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى. فلا تظنن مع ذلك أن من كانت نفسه مهذبة يقدر أن يهذب نفسك من دون سعيك وإتعابك وجهادك ، اى نفس أقوى وأقدر من النفس النبوي المخاطب ب ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) فلا تمل عن طريق الأئمة الطاهرين ولا تسلك في طريقه غير طريقة وصلت إليك منهم ولا تقلد أحدا غيرهم ولا تجعل نفسك جسرا لعبور أحد من الناس عليك ولو كان عندك ظاهرا صاحب النفس الزكية فضلا عمن كان واقعا من المزورين الشيادين المنتمين أنفسهم إلى العارفين الإلهيين. فظهر أن علم الدعاء ونقل الأدعية المأثورة من فروع علم الحديث كما ذكر