وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة. ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت فيما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بيك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد في (٤٤٧) أقول ومن المظنون كون جملة من كتب هذه المكتبة الموقوفة للشيعة والمؤسسة لهم في محلتهم كرخ بغداد هي الأصول الدعائية التي رواها القدماء من أصحاب الأئمة عنهم ، وقد صرح أئمة الرجال في ترجمه كل واحد منهم بثبوت الكتاب له معبرا عنه بكتاب الأدعية وذاكرا لطريق روايتهم لهذا الكتاب عن مؤلفه.
بالجملة هذه الأصول الدعائية التي كانت في مكتبة شاپور بالعناوين العامة أو الخاصة كافتها صارت طعمة للنار كما شرحه ياقوت لكنا ما افتقدنا منها شيئا الا أعيانها الشخصية الموجودة في الخارج المرتبة على الهيئة الخاصة وأما محتوياتها من الأدعية والأذكار والزيارات فقد وصلت إلينا بعين ما كان مندرجا في تلك الأصول كما شرحنا هذا المبحث في ( ج ٢ ـ ص ١٣٤ ) وحكمنا ببقاء مواد أصول القدماء إلى اليوم ، وذلك لأن قبل تاريخ الإحراق بسنين كثيره قد ألف جمع من الأعاظم الأعلام كتبا في الأدعية والأعمال والزيارات واستخرجوا جميع ما في كتبهم من تلك الأصول الدعائية. وهذه الكتب المؤلفة عن تلك الأصول قبل التحريق موجودة بعينها حتى اليوم مثل كتاب الدعاء للشيخ الكليني المتوفى (٣٢٩) وكامل الزيارة لابن قولويه المتوفى (٣٦٠) وكتاب الدعاء والمزار للشيخ الصدوق المتوفى (٣٨١) وكتاب المزار للشيخ المفيد المتوفى (٤١٣). وكتاب روضة العابدين للكراجكي المتوفى (٤٩٩) الذي ألفه لولده موسى ، وقد نقل عنه الشيخ شمس الدين محمد الجبعي جد الشيخ البهائي. ونقل المجلسي عن خط الجبعي في البحار ( ج ٢٠ ـ ص ٢٢٣ ) ونقل هذا الكتاب أيضا عن الشيخ تقي الدين إبراهيم الكفعمي المتوفى (٩٠٥) أخ الشيخ شمس الدين الجبعي (١) وعده
__________________
(١) قد أشرنا في ( ج ٥ ـ ص ١٥٦ ) أن الشيخ الكفعمي أخ الشيخ شمس الدين الجبعي مجملا ولما رأينا في أعيان الشيعة ـ ج ٦ ـ ص ٣٣٩ ذكر في ترجمه الكفعمي أنه من أقارب الشيخ البهائي واكتفى بذلك الإجمال مع أنه مقام البسط والبيان ، فنقول إن للشيخ شمس الدين محمد الجبعي مجموعة بخطه فيها فوائد كثيره كانت نسختها عند المجلسي ونقل عنها في مجلد « إجازات البحار ـ ص ٤٣ »