وفي أيّام عمر من فتح جانب المشرق إلى أقصى خراسان ، وقطع دولة العجم ، وثلّ(١) عرشهم الراسي البنيان الثابت الأركان ، ومن ترتيب الاُمور وسياسة الجمهور وإفاضة العدل وتقوية الضعفاء ، ومن إعراضه عن متاع الدنيا وطيّباتها وملاذّها وشهواتها.
وفي أيّام عثمان من فتح البلاد ، وإعلاء لواء(٢) الإسلام ، وجمع الناس على مصحف واحد ، مع ما كان له من الورع والتقوى ، وتجهيز جيوش المسلمين ، والإنفاق في نصرة الدين ، والمهاجرة هجرتين ، وكونه ختناً للنبي
صلّى الله عليه وآله على ابنتين ، والاستحياء من أدنى شين(٣) ، وتشرّفه بقوله صلّى الله عليه وآله : عثمان أخي ورفيقي في الجنّة. وقوله صلّى الله عليه وآله : «ألا أستحيي ممّن تستحي منه ملائكة السماء». وقوله صلّى الله عليه وآله : «إنّه يدخل الجنّة بغير الحساب».
[في إمامة الإثني عشر]
(والنقل المتواتر على إمامة الأحد عشر(٤) ولوجوب العصمة وانتفائها من غيرهم ، ووجود الكمالات فيهم).
ذهب الإماميّة إلى أنّ الإمام الحقّ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله اثنا
__________________
(١) ثلّ : هَدَمَ ، يقال : ثلّ الله عرشهم أي هدم ملكهم. ١٢.
(٢) قوله : (لواء) ليس في (ح).
(٣) في (م) غير واضحة وفي هامشها : (أدنى شيء).
(٤) الرسائل العشر : ١٠٦.