ميسور الحال ممّا يدفعه إلى أن يتّخذ جملة من النسّاخ يعهد إليهم بنسخ ما يحتاجه هو أو طلاّبه.
ولقد كان نشر الكتب والمخطوطات وتوزيعها عن طريق النسخ من العوامل التي ساعد فيها النسّاخ مساعدة كبيرة ، خاصّة بمقاييس تلك الفترة التي لم يكن فيها غير طريق النسخ يمكن الركون إليه في استمرار هذه العملية التي كان الدور المنوط بها ضمن أدوار أخرى متعدّدة هو توفير قدر كاف من النسخ الخطّية بعدد طلبة العلم المعنيّين بها(١).
ومن أبرز العلماء الذين نسخوا بعض الكتب السيّد بدر الدين أحمد بن إدريس العاملي الحسيني ، حيث كتب بخطّه نسخة منتقى الجمان تأليف صاحب المعالم الذي فرغ من تأليفه في دمشق ٢٦ شعبان ١٠٠٦ هـ (ابريل ١٥٩٨ م) وفرغ صاحب الترجمة من كتابتها في مكّة ١٠١٧ هـ (١٦٠٨ م) وقد كتبها عن نسخة خطّ المؤلّف قرأها على شيخه محمّد السبط في مكّة(٢).
كما كتب محمّد زمان الحسيني بن إسماعيل بخطّه خلاصة الأقوال للحلّي في ١٠٠٧ هـ (١٥٩٩ م) والنسخة في (الرضوية) وقف محمّد زمان في ١٠٢٤ هـ (١٦١٥ م) ، والمظنون أنّ الواقف هو الكاتب يعني ابن إسماعيل
__________________
(١) صناعة المخطوطات في نجد : ٢٠١.
(٢) الروضة النضرة : ١٦.