هذا المبحث ببيان السرّ في ظهور النسخ. وإنّ النسخ مرتبط بالتدرّج فيالتشريع ، فقد كان الناس في عصر نزول القرآن قريبو عهد من الأفكار والتقاليد الجاهلية ، وكان من الصعب عليهم تقبّل الأحكام الجديدة المغايرة لما ألفوه طوال حياتهم السابقة ، لذلك فقد اقتضت رحمة الله أن يتمّ إنزال الأحكام الشرعية بشكل تدريجي وعبر برنامج مرحلي(١).
ثمّ أشار إلى ستّ عشرة آية من الآيات المنسوخة في القرآن ، وأغلبها من الآيات المعروفة في كونها منسوخة ، من قبيل آية حدّ الزنا(٢) ، وآية عدّة الوفاة(٣) ، وآية الكفّ(٤) ، وآية الأمر بالهدنة مع الكافرين(٥) ، وآية عدد
__________________
(١) المصدر أعلاه ، ص ٦.
(٢) محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٠٧ ؛ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ، ص ٢٢١ ؛ ابن المتوّج ، الناسخ والمنسوخ ، ص ٨٧ ؛ شرح عبد الجليل القارئ على الناسخ والمنسوخ ، ص ١٣٦.
(٣) محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ؛ بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ، ص ٢١٣ ؛ ابن المتوّج ، الناسخ والمنسوخ ، ص ٧٠ ؛ شرح عبد الجليل القارئ على الناسخ والمنسوخ ، ص ١٠٨.
(٤) الناسخ والمنسوخ ص ١٧٢ ، شرح عبد الجليل القارئ على الناسخ والمنسوخ ، ص ٢٦١ ؛ وفي التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣٨٠ هناك مناقشة في نسخ هذه الآية.
(٥) الناسخ والمنسوخ ص ١٢١ ، شرح عبد الجليل القارئ على الناسخ والمنسوخ ، ص ١٩٠ ؛ وانظر أيضاً : محمّد هادي معرفت ، التمهيد في علوم القرآن ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ، وفي ص ٣٥٤ نقل عن صاحب مجمع البيان أنّه لم يذهب إلى القول بنسخ هذه الآية.