وحديث الإمام هنا يتعلّق
بقضيّة الصدق الفنّي في الشعر ، فهو قد لاحظ أنّ الأبيات قد امتازت بأنّها أشدّ إرهافاً
وتأثيراً في المتلقّي نتيجة قوّة الانفعال وعمقه ، وأنّ الشاعر امتلك القدرة على نقل
عاطفته في نوع من الأداء يثير الإحساس والمشاعر الوجدانية ، ومن ثمّ حقّق الخاصّية
الفنّية في الأداء ، وهي سمة يشترك فيها الشعراء المبدعون أمثال قيس بن ذريح ، ومن الباحثين من
يرى أنّ «السبب هو أنّ الفنّ لا يقتصر على علاج مشاكل وقتية ، أو قضاء مصالح جزئية
في هذا الجانب أو ذاك من حياتنا ،بل هو يتناول هذه الحياة نفسها ، فينفذ إلى صميمها
ويضرب أعمق جذورها ، وهو يزيدنا فهماً للحياة الإنسانية نفسها ، إذ يتعمّق عواطفنا
فيها ، وردّ فعلنا على تجاربنا فوق ظهر هذه الأرض».
__________________