على الرغم من عدم ذكر
السبب الذي يقف وراء اختيار الشيخ لهذه القصيدة إلاّ أنّ كلّ صاحب ذوق يدرك جيّداً
القيمة الفنّية التي تشتمل عليها ، بدءاً من التصوير الفنّي إلى العبارات الشعرية التي
تتناسب والغرض الشعري في انسجام تامّ ، فضلاً عن المعاني الشريفة التي ضمّنها الشاعر
قصيدته.
ويبدو أنّ الشيخ محمّد
حسين كان يميل إلى الشعر الرقيق دون غيره من الأغراض الشعرية ، ويكشف عن هذا تعلياقته
النقدية التي تناثرت في مختاراته من كتاب الأغاني جاء هذا في حديثه عن
الشاعر قيس
بن ذريح :
«وله أشعار كثيرة أغلبها
يشتمل من الرقّة على ما يقطع قلب الصخر ، ويحقّ لو بكت الخنساء به على قائلها وعلى
صخر ، فمن مشجياته قوله
:
إذا خَدِرَت
رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها
|
|
فَنادَيتُ لُبنى
بِاِسمِها وَدَعَوتُ
|
دَعَوتُ الَّتي
لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُني
|
|
لَفارَقتُها مِن
حُبِّها وَقَضَيتُ
|
بَرَت نَبلَها
لِلصيدِ لُبنى وَرَيَّشَت
|
|
وَرَيَّشتُ
أُخرى مِثلُها وَبَرَيتُ
|
فَلَمّا رَمَتني
أَقصَدَتني بِسَهمِها
|
|
وَأَخطَأتُها
بِالسَهمِ حينَ رَميتُ
|
وَفارَقتُ لُبنى
ضَلَّةً فَكَأَنَّني
|
|
قُرِنتَ إِلى
العُيّوقِ ثُمَّ هَوَيْتُ
|
فَيا لَيتَ
أَنّي مِتُّ قَبلَ فِراقِها
|
|
وَهَل تَرجِعَن
فَوتَ القَضِيَّةِ لَيتُ».
|
__________________