نلاحظ أنّ الإمام محمّد
حسين رحمه الله يلجأ إلى خبرته ومعرفته الفنّية بأسلوب الشاعر ديك الجنّ ليحكم على نسبة الأبيات
إليه وليس إلى غيره كما رأى الأصفهاني ، أي أنّ لكلّ شاعر أسلوب خاصّ به ، وقد كان
المعيار هنا هو الاحتكام إلى طريقة الشاعر في الرثاء واستعماله للمفردة الشعرية ، كلّ
هذه القرائن مكّنت من الحكم على الأبيات الشعرية التي مرّ ذكرها.
أمّا عن النقد الذوقي
فقد كثر عنده ، ومن أمثلة ذلك حديثه عن الأبيات الجيّدة عند الشاعر ديك الجنّ في قوله :
«ومن جيّد شعره قوله
من قصيدة طويلة يرثي بها جعفر
بن علي الهاشمي :
على هذهِ كانتْ
تَدورُ النّوائِبُ
|
|
وفي كُلِّ جَمْع
للذَّهَابِ مَذَاهِبُ
|
نَزَلْنَا على
حُكْمِ الزَّمانِ وأَمرِهِ
|
|
وهل يَقْبَلُ
النَّصْفَ الألَدُّ المُشَاغِبُ
|
وتَضحكُ سِنُّ
المرْءِ والقلبُ مُوجَعٌ
|
|
ويرضى الفَتَى
عن دَهْرِهِ وهوَ عاتِبُ
|
أَلاَ أَيُّها
الرُّكْبانُ والرَّدُ واجبٌ
|
|
قِفُوا
حَدِّثُونا ما تَقُولُ النّوادِبُ
|
إلى أَيِّ
فِتْيانِ النّدى قَصَدَ الرَّدى
|
|
وأَيُّهُمُ
نابَتْ حِمَاهُ النّوائِبُ
|
فيَا لأَبي
العَبّاسِ كَمْ رُدَّ راغبٌ
|
|
لِفَقْدِكَ
مَلهوفاً وكَمْ جُبَّ غَارِبُ»
|
__________________