سادساً : كتب الدلائل والبشارات :
أفردناها في عنوان خاصّ لأهمّيتها في المصنّفات الحديثية ، وقد كان جملة من المُحَدِّثين يميلون إلى التصنيف في دلائل الإمامة والبشارات ، وهي تضمّ أحاديث في المعاجز والكرامات ، وفي بشارات النبي (صلى الله عليه وآله) وانباءاته الغيبية عن الائمّة عليهمالسلام وأسمائهم وصفاتهم ، وكان الشيعة يشعرون بالحاجة إلى مثل هذه المصنّفات في معركة صناعة الرأي العام ، فهي مهمّة لتأسيس حملة مضادّة لحملة التشكيك بالمتون والأسانيد الحديثية التي استعر أوارها مع وصول المُحَدِّثين السلفيّين إلى سيادة المنابر الفكرية في الحكومة العبّاسية وتأسيسهم لجملة من المباني والقواعد التي وجّهت المسار الحديثي بعيداً عن الخطّ الفكري لأهل البيت عليهمالسلام ، لا سيّما في ما يتعلّق بإثبات إمامتهم وبيان أدلّتها ، وفي بيان مثالب أعدائهم وزيف ادّعائهم للخلافة ، أمّا أهمّ رجالات الشيعة الذين ألّفوا الكتب والرسائل في هذا الموضوع فنذكر منهم :
١ ـ الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني :
له كتاب الدلائل(١) ، وقد نقل ابن شهر آشوب (ت ٥٨٨ هـ) عن كتاب الدلالات بعض الروايات عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، ورجّح الجلالي أنّ المقصود منه كتاب الدلائل نفسه ، وهو وجه جيّد ، ومن روايات كتابه ما ذكره الطبري في دلائل الإمامة ، قال : «وروى الحسن ، قال : أخبرنا أحمد بن
__________________
(١) رجال النجاشي ص٣٦ ـ ٣٧.