إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العدد [ ١٣٢ ]

تراثنا ـ العدد [ ١٣٢ ]

194/334
*

طاووس بعد أن أورد كلام الزمخشري حول هؤلاء المنافقين : «توافق خمسة عشر منهم على أن يدفعوا راحلته إلى الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل فأخذ عمّار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح فالتفت فإذا قوم متلثّمون ، فقال : إليكم يا أعداء الله فهربوا. يقول علي بن موسى بن طاووس : ولم يذكر الزمخشري أسماء هؤلاء الخمسة عشر ولا الإثني عشر ، وقد ذكرهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي الذي انتقل من الكوفة إلى أصفهان لأجل كتابه كتاب المعرفة الذي كاشف أهل أصفهان بتصنيفه وضمن صحّة ما فيه»(١).

__________________

(١) سعد السعود ص١٣٥ ، جرت محاولة الاغتيال الفاشلة هذه بعد قفول النبي (صلى الله عليه وآله) من غزوة تبوك سنة (٩ هـ) ، إذ اتّفق جماعة من الحزب القرشي المنافق على تنفير دابّة النبي عند وادي العقبة ، بهدف إسقاطه في الوادي وإزهاق نفسه الشريفة ، وقد ذكر ابن حزم الأندلسي المتوفّى سنة (٤٥٦ هـ) هذه الحادثة في كتابه المحلّى قائلاً : «وأمّا حديث حذيفة فساقط ، لأنّه من طريق الوليد بن جميع ، وهو هالك ، ولا نراه يعلم من وضع الحديث ، فإنّه قد روى أخباراً فيها أنّ أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقّاص رضي‌الله‌عنه أرادوا قتل النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وإلقاءَه من العقبة في تبوك ، ولو صحّت لكانت بلا شكّ على ما بيّنا من أنّهم صحّ نفاقهم ، وعاذوا بالتوبة ، ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم ، فتورّع عن الصلاة عليهم». والوليد بن جميع هو الوليد بن عبد الله بن جميع. جاء في كتاب ميزان الاعتدال للذهبي : الوليد بن جميع وثّقه ابن معين ، والعجلي ، وقال أحمد وأبو زرعة : ليس به بأس ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث. وجاء في كتاب الجرح والتعديل للرازي : عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين ، أنّه قال : الوليد بن جميع ثقة. وذكره ابن حجر العسقلاني في