الجلال والإكرام ، فأتوا إليه ، وأُخذت الختمة من يديه ، وضُرب على رأسه ، وسُحب حتّى أخرج من باب المسجد المعروف بباب الزيادة فطرح خارج الباب ، وضرب بالحجارة والكسارات حتّى زهق ومات ، وفي حال مسكهم إيّاه من المسجد كلّمهم فيه شخص شريف من السادة الرفاعية يسمّى السيّد شمس الدين ، فعدوا عليه وألحقوه به ، فضرب حتّى مات وجرّ ، ثمّ أصابوا آخر فضربوه وأخرجوه وقتلوه ، وعلى من قبله طرحوه ، ثمّ فعلوا ذلك برابع ، ثمّ بخامس ، ولقد رأيتهم مطروحين ، وبقي بعضهم على بعض ، الآتي والذاهب يوسعهم السبّ والركل ، ولقد رأيت ذلك الشيء وتأمّلته فإذا هو ليس من القاذورات ، وإنّما هو من أنواع الخضراوات ، عجين بعدس ممخخ وأدهان معفّنات ، فصار ريحه ريح النجاسات ، وكان هذا الفعل عند مغيب القمر من تلك الليلة ، ليلة الخميس ثامن الشهر المذكور ، ولم يعلم الفاعل لذلك ، وغلب بعض الظنون أنّ ذلك جعل عمداً وسيلة إلى قتل أولئك ، والله أعلم بالسرائر ، وهو متولّي الباطن والظاهر»(١). وقد تكرّرت هذه الأحداث المؤسفة في مكّة وأخذت بعضها طابعاً دمويّا وراح ضحيّتها عدد من علماء الإمامية في ظلّ موجة من الكراهية الطائفية أدّت بعضها إلى طرد الشيعة نهائيّاً من مكّة(٢).
ولعلّ في إشارة الحسيني الكاشاني ، زين العابدين بن نور الدين في
__________________
(١) قصّة الأشراف وآل سعود : ٣٧ ـ ٣٨.
(٢) قصّة الأشراف وآل سعود : ٣٨.