أمّا منهجه : فقد ذكر في مقدِّمة كتابه المنهج الذي اعتمده في التأليف ، فقد رتَّب مواد كتابه ترتيباً ألفبائياً ، وضبطها بالحروف ، مثبتاً شكل كتابتها ؛ خشية من التصحيف والتحريف ، ممّا سهَّل على الباحثين البحث واستخراج المعلومة ، على أنَّ هذا الترتيب قد يختلف داخل الحرف الواحد أحياناً ، بعد ذلك يورد وصفاً شاملا عنها ، مع الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والشعر العربي والأمثال والحكايات.
وقد صرَّح الحموي عن الغرض من تأليف هذا الكتاب بما نصَّه : «وقد قدّمتُ أمام الغرض من هذا الكتاب ، خمسة أبواب بها يتمّ فضله ، ويغزر وبله :
الباب الأوّل : فيذكر صورة الأرض وحكاية ما قاله المتقدّمون في هيئتها ، وروينا عن المتأخّرين في صورتها.
الباب الثاني : في وصف اختلافهم في الاصطلاح على معنى الإقليم وكيفيّته واشتقاقه ودلائل القبلة في كلِّ ناحية.
الباب الثالث : فيذكر ألفاظ يكثر تكرار ذكرها فيه يحتاج إلى معرفتها كالبريد ، والفرسخ ، والميل ، والكورة(١) ، وغير ذلك.
الباب الرابع : في بيان حكم الأرضين والبلاد المفتتحة في الإسلام وحكم قسمة الفيء والخراج فيما فتح صلحاً أو عنوة.
__________________
(١) البريد : أربعة فراسخ ، والفرسخ : ثلاثة أميال ، والميل : أربعة آلاف ذراع ، والكُورَة ـ بالضمِّـ : الْمَدِينَة والصُّقْع.
يُنظر : لسان العرب : ٣ / ٨٦ ، تاج العروس : ١٤ / ٧٧.