الباطل بعد العمل بمعنى المجموع المركّب بجعله لاغيا باطلا ساقطا يكون من المعنى الاوّل وإن كان احداث الباطل فى اثناء العمل بالمعنى المزبور بجعل الاجزاء السّابقة باطلة ساقطة عن درجة الاعتبار يكون من المعنى الثالث فيكون بين المعنيين تباينا كلّيّا قوله يناسب الاحباط اه فى الإحباط بمعنى حبط السّيئة ـ للحسنة فى قبال التكفير الّذى هو ستر الحسنة للسّيئة ثلاثة مذاهب الاوّل بطلانه مطلقا الّا فيما قام الإجماع عليه مثل الإحباط بالشّرك والكفر كما اشير اليه فى قوله تعالى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) وغير ذلك من الآيات كما انّ التكفير ايضا باطل الّا بمثل الاسلام والتوبة لقوله ع الاسلام يجبّ عمّا سبق وقوله تعالى (تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) وغير ذلك والدّليل على بطلانهما كذلك مخالفته لما هو ضرورى المذهب من نصب الميزان فى القيامة ولا مثال قوله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) وغير ذلك من الآيات والأخبار الكثيرة والثانى صحّته فيما قام عليه آية او خبر ولو كان واحدا ظنيّا او دليل آخر وبطلانه فى غير ذلك اختاره العلّامة المجلسىّ قدّس سره فى البحار وبعض آخر والثالث صحّته مطلقا وهو لبعض المعتزلة وقد ذكرنا شطرا من الكلام فى ذلك فى اوائل الكتاب فى مقام نقل كلام الفاضل المحدّث السيّد نعمت الله الجزائرى قدّس سره فى شرح التهذيب فراجع قوله لا اتيان العمل على الوجه الباطل اه وهو المعنى الثانى وقوله لأنّها مخالفة لله وللرّسول (١) اذ قد ذكر ان النّهى فى الوجه الثانى للارشاد وليس فيه مخالفة لله وللرّسول الّا مع اقترانه ـ بالتجرى ويمكن ان يكون معنى العبادة انّ الابطال بالاحتياط مخالفة لله وللرّسول ص وهذا المعنى يتضمّن كون الاحباط مخالفة لله وللرّسول بخلاف الاتيان بالعمل على وجه باطل والمعنى الاوّل ايضا مما يستلزم ذلك ويرد على المعنيين انّ النهى عن الابطال بالاحباط بالشرك والكفر وغيرهما نهى مولوىّ لا ارشادى لا يترتب عليه غير فوت العمل الصحيح مع انّه قدس سرّه قد ذكر ان النهى على الوجه الاوّل والثّانى كليهما للارشاد قوله هذا كلّه مع ظهور الآية فى حرمة ابطال الجميع اه ادّعاء الظهور
__________________
(١) قيد للمنفى يعنى انه ليس المقصود من الآية اتيان العمل على الوجه الباطل من جهة ان الاتيان المذكور مخالفة الله والرّسول