الحياة لعدم التذكية فهى حرمة عرضية ترتفع بالتذكية قطعا والمقصود اثبات الحرمة الذاتية انتهى قوله نعم ذكر شارح الرّوضة وجها آخر ونقله بعض محشّيها عن الشّهيد فى تمهيد القواعد فى بعض النسخ كما ذكر قال الشهيد الثّانى فى تمهيد القواعد فى المقصد الخاص بعد ان ذكر الاختلاف فى الافعال قبل البعثة هل هى على الاباحة او التّحريم او التوقف وامّا بعد الشرع فمقتضى الادلّة الشرعيّة ان الاصل فى المنافع الاباحة لقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ونقل بعضهم فيها ثلاثة اوجه كالسّابقة اذا علمت ذلك فللمسألة فروع منها اذا وجدنا شعرا ولم ندر هل هو من ماكول ام لا نجس العين ام لا فهل هو نجس او طاهر وعلى تقدير طهارته هل يعفى عنه فى الصّلاة ام لا اوجه مبنيّة على هذا الاصل ويقوى الفرق بين الطهارة والعفو لانّ النجاسات محصورة والاصل عدم كونه منها بخلاف غير العفو عنه فانه غير منحصر لكثرة الحيوان المحرم على وجه لا ينضبط كما نبهوا عليه فى مواضع ومنها فى المتولّد بين ماكول وغيره اذا لم يكن باحدهما ولا بمعلوم النّجس فانّهم حكموا بطهارته وتحريمه عملا بالأصلين المنضبطين وعلى هذا فيحكم بطهارة الشعر المذكور وعدم العفو عنه وكذا القول فى العظم ونحوه اه ولا يخفى انه ليس فيه كون المحلّلات مضبوطة وانّما فيه كون النجاسات مضبوطة ولعلّ الناقل فهم من قوله عملا بالاصلين المنضبطين فى المتولّد بين مأكول وغيره ذلك والله العالم وفى بعض النسخ ونقله بعض محشّيها عن الشّهيد فى القواعد وليس عندى قواعد الشّهيد الاوّل حتى ألاحظه لكن راجعت بعد ذلك قواعد الشّهيد فلم اجد ذلك فيه وفى الحدائق وامّا الاصل فى الثانى يعنى اصالة التحريم فلا اعترف له وجها الّا ان بعض المحشين على الرّوضة ذكر ان مراده باصالة التحريم هو ما علّله فى تمهيد القواعد بان المحرّم غير منحصر لكثرته على وجه لا ينضبط وفيه ما لا يخفى فان بناء الأحكام الشرعيّة على مثل هذا الاصل الغير الاصيل مجازفة محضة انتهى قوله بل المحرّمات محصورة لأنّ بناء الشرع على بيان المحرّمات والمحظورات دون المباحات وليس المراد هنا وفيما سبق الحصر الاصطلاحى حتى ينافى الشكّ والرجوع الى الاصل كما هو واضح قوله فى مقام الجواب عن الاستفهام قال الله فى سورة المائدة (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ) اه قوله قلنا ان التحريم محمول فى القرآن على الخبائث والفواحش