لو وافق الخبر جميعهم او اكثرهم او علم ان مضمونه كان هو المعمول به فى زمان ذلك الامام ع الّذى اسند اليه الخبر او قامت قرائن اخرى يعلم منها انه خارج مخرج التقية فليس لاحد ان يحمل الخبر على التقية بمجرّد انّه موافق لمذهب احمد مثلا وان لم يعلم حال هذا المذهب فى زمان صدور ذلك الخبر انتهى ويظهر منه ان ما فى النسخ وهو سنة خمس وستين وثلاثمائة غلط والصّواب ستّمائة وما نقله من حصر المذهب على اربعة فى السنة المزبورة هو الذى نقله فى الحدائق عن المحدث الأسترآبادي عن بعض علماء العامة ثم انّ ما ذكره المصنّف ره من انه ربما يستفاد ذلك من اشهرية فتوى احد البعضين فى زمان الصّدور هو الّذى اوجب اختلاف العلماء فى بعض الموارد فى تعيين الخبر الّذى يحمل على التقية قال فى الرّياض فى باب الزكاة فيما لو قصد بالسّبك الفرار عن الزكاة بعد نقل مذهب القدماء بوجوب الزكاة فيها ومذهب المتاخرين بعدم وجوبها بعد نقل اخبار الطرفين وان اخبار الوجوب مطابقة لمذهب مالك واحمد وان اخبار عدم الوجوب مطابقة لمذهب الشافعى ما هذا لفظه ولا يقدح حكاية مضمون الأخبار المخالفة فان ما يوافق راى ابى حنيفة اولى بالحمل على التقية انتهى وفى مفتاح الكرامة حمل اخبار الوجوب المطابقة لمذهب مالك على التقية لأن مذهب ابى حنيفة لم يشتهر فى زمان الصّادق ع وانّما اشتهر مذهب مالك فى زمانه ع انتهى وقال فى مفتاح الكرامة ايضا فى كتاب الصّلاة فى باب المواسعة والمضايقة لم يكن الشافعى فى زمان الصّادق ع ولا اشتهر امره فى زمان الكاظم ع وانما ولد قبل وفاة الصادق ع بسنتين ونشأ بمكّة واشتهر امره بها واقام بها حتى مات ولم يشتهر مذهبه فى العراق الّا بعد حين والظاهر ان اشتهاره انما كان فى زمان الملك الظاهر فالتقية انما هى من الذى كان دابه خلاف الصادق وقد قال خالفت جعفرا فى كلّ ما سمعته منه ولا ادرى أكان يغمض عينه فى السجود او يفتحهما حتّى اخالفه انتهى ولا يخفى انه مخالف لما نقلنا عنه من ان تقية الصادق ع كان من مالك ولا يخفى على من نظر فى التواريخ ان احمد بن حنبل لم يكن معاصرا لجعفر بن محمّد ع بل كان فى زمان المأمون ومعاصرا للرّضا ع وقد حبسه المأمون لقوله بقدم القرآن وكان مذهب المأمون هو القول بحدوث القرآن بل ضربه المأمون ضربا شديدا لعلّه يرجع عن مذهبه الفاسد فلم يرجع ويجعل العامة ذلك من فضائله وكراماته والشافعى ايضا لم يكن معاصرا له عليهالسلام بل رحل عن مكّة الى المدينة لملاقاة مالك بن انس وقد تلمذ عليه وحفظ موطأ فى ايام قليلة وبرز على اقرانه فى مدة يسيرة ولم يلاق أبا حنيفة اصلا لانه قد مات فى حبس المنصور الدوانيقى لبعض فتاويه الدالة على وجوب نصرة الفاطمى الّذى خرج بالسّيف وكان زيدى المذهب وقد رحل الشافعى