الإقرار فقط كما نسب الى بعض العامّة ونزيد فى الجواب عن الاستدلال بقوله تعالى (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) بالتّشديد ما نقلنا سابقا فى مقام ذكر الأدلّة على عدم تواتر القراءات السّبع من الرّواية الّتى رواها فى الصّافى عن الامام ع من انّ القراءة هى التخفيف قائلا انّهم قد كذبوه اشدّ التكذيب وقد اجاب الشهيد الثّانى عن آية لقد علمت ما انزل هؤلاء الّا ربّ السّماوات اه انّه يجوز ان يكون قد نسب الى فرعون العلم على سبيل الملاطفة والملاءمة حيث كان ع مأمورا بذلك بقوله تعالى (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) وهذا شايع فى الاستعمال انتهى ولا يخفى انّه لا داعى الى الحمل على ما ذكره قدسسره وارتكاب خلاف الظّاهر مع ورود الاخبار على طبق ظاهر الآية ففى بعضها انّ قوم فرعون لما شكوا اليه نقصان ماء النّيل وطلبوا منه ان يزيده لبس الصّوف فى جوف اللّيل وناجى الله ربّه تبارك وتعالى فاستجاب الله دعائه فهذا وامثاله ممّا يدلّ على كونه عالما بالله ولكنّه جحده تعصّبا وعنادا واستكبارا مثل الشّيطان قال الله (أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) وقد تحصل من جميع ما ذكرنا انّ الحقّ هو ما ذهب اليه المحقّق الطّوسى فى محكى فصوله واختاره المشهور من العلماء من انّ الأيمان هو التّصديق القلبى لكن بشرط عدم الجحد والانكار تعصّبا او عنادا او استكبارا او ما سيأتى عن قريب فانظر فيما ذكرنا بعين الأنصاف تجده حقيقا بالقبول إن شاء الله الله الاشكال الثالث انّ الظاهر من الأخبار المذكورة من جهة كونها فى مقام التحديد والتعريف الّذين يقتضيان التساوى فى الصّدق المستلزم للاطراد والانعكاس عدم اعتبار غير ما ذكر فيها فى الأيمان والإسلام مع انّه لا ريب فى انّ الاستخفاف بالقرآن وما هو من قبيله كإلقائه فى القاذورات نعوذ بالله وغيره يوجب الكفر قطعا ولو مع الاعتقاد بجميع ما هو مذكور فى الاخبار كما تنادى اليه كلمات العلماء الأخيار ودلّ عليه الأخبار مثل قول ابى جعفر ع فى رواية زرارة الكفر اقدم من الشّرك فمن اجترى على الله واقام على الكبائر فهو كافر يعنى مستخفا كافر بناء على ان يكون قوله مستخفا من الإمام ع وكذلك الجحد باللّسان ولو مع الإقرار باللّسان والاعتقاد بالقلب يوجب الكفر كما دلّت عليه الآيات والأخبار وقد ذكرنا بعضها ومنها قوله ع فما بال من جحد الفرائض وقوله ص لو انّ النّاس اذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا كما سيأتى نقله فى الكتاب وقوله فمن ترك فريضة من الواجبات فلم