خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وقوله تعالى (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر) والتصديق بالمعنى اللّغوى قد يتحقق بالإذعان بكون شيء مطابقا للواقع وقد يتحقق باظهار كونه كذلك باللّسان او غيره فمعنى التّصديق بالله امّا الإذعان بوجوده وتوحيده وغير ذلك من صفاته او الاقرار بذلك وكذلك التّصديق للرّسول وساير المسلمين قد يكون بمعنى الاذعان بصدقه وصدقهم وقد يكون بمعنى اظهار ذلك فظهر انّ التصديق المذكور فى الاخبار والايمان الّذى هو بمعناه ليس هو عين ما يقوله اهل الميزان من انّه قسم من العلم المنقسم الى التصوّر والى التّصديق اذ هو من صفات القلب لا محالة لكون العلم المقسم له كذلك وليس هو قابلا للنّزاع بانّه من صفات القلب ام لا ولا اشكال فى ذلك اصلا الثّانى انّهم اختلفوا فى الأيمان والإسلام على اقوال قال الشّهيد الثّانى انّهم اختلفوا فى الايمان والإسلام على اقوال قال ـ الشّهيد الثّانى قدسسره فى الرّسالة انّ الايمان شرعا امّا ان يكون من افعال القلوب فقط او من افعال الجوارح فقط او منهما معا فان كان الاوّل فهو التّصديق بالقلب فقط وهو مذهب الأشاعرة وجمع من متقدّمى الاماميّة ومتأخّريهم منهم المحقّق الطّوسى فى فصوله وان كان الثّانى فامّا ان يكون عبارة عن التلفّظ بالشهادتين فقط وهو مذهب الكراميّة او عن جميع افعال الجوارح من الطّاعات باسرها فرضا ونقلا وهو مذهب الخوارج وقدماء المعتزلة والعلاف والقاضى عبد الجبّار او عن جميعها من الواجبات وترك المحذورات دون النوافل وهو مذهب ابى على الجبائى وابنه ابى هاشم واكثر معتزلة البصرة وان كان الثالث فهو امّا ان يكون عبارة عن افعال القلوب مع جميع افعال الجوارح من الطّاعات وهو قول المحدّثين وجمع من السّلف كابن مجاهد وغيره فانّهم قالوا انّ الأيمان تصديق بالجنان واقرار باللّسان وعمل بالاركان وامّا ان يكون عبارة عن التصديق مع كلمتى الشّهادة ونسب الى طائفة منهم ابو حنيفة وامّا ان يكون عبارة عن التّصديق بالقلب مع الاقرار باللّسان وهو مذهب المحقق نصير الدين الطوسى ره فى تجريده فهذه سبعة مذاهب ذكر فى الشّرح الجديد للتّجريد وغيره واعلم انّ مفهوم الأيمان على المذهب الاوّل