وفصّلنا ظهر انّه لا وجه لما اطنب فى الحدائق من كفر المخالفين تمسّكا باخبار كفر النّاصبى اذ من المعلوم انّ الناصبى من نصب العداوة لأهل البيت كما اعترف به هو ايضا مع انّه مقتضى ما نقل عن القاموس ايضا والظّاهر عدم الصّدق العرفى الّا على الخوارج وامثالهم ممّن يسبّون عليّا عليهالسلام ويبرءون منه ومن اولاده عليهمالسلام ولا ريب فى كفرهم وهو غير المدّعى وامّا اطلاق الناصبى على من نصب العداوة لشيعتهم فى بعض الرّوايات معلّلا بانّك لا تجد احدا يقول انا ابغض محمّدا وآل محمّد فهو بمعنى آخر لا يترتب عليه الكفر والتّنجيس وقد استدلّ ايضا بالأخبار الدالّة على ان من لم يعرف عليّا وجحده وانكره كان كافرا مع انّ الكفر يطلق على معان لا تستلزم كلّها المطلوب ألا ترى انّهم عليهمالسلام قالوا انّ تارك الصّلاة كافر وتارك الحج كافر وغير ذلك مع انّ الكفر ليس بمعناه المعروف الّا مع الحمل على الانكار والجحد والاستخفاف والاقرب حملها على انّه قريب الى الكفر وكذلك فى المقام ومن الغريب انّه قدس سرّه اعرض من الاخبار الكثيرة الصّريحة المذكورة فى الكافى وغيره من انّ من شهد الشّهادتين فهو مسلم يجرى عليه احكام المواريث والنّكاح وغيرهما وليس بمؤمن وقد تلونا لك بعضها ومع فرض التعارض لا بدّ من الرّجوع الى ما هو اصرح دلالة ولا يخفى انّ صراحة الدّلالة مع الاخبار المذكورة وحملها على التقيّة غير ممكن اذ مع الجمع الدّلالى لا مسرح لها ومع الغضّ عن ذلك فجميع فقرات الأخبار المذكورة آبية عن الحمل عليها كما لا يخفى على من نظر اليها مع انّ الجحد والإنكار ظاهران فيما اذا ثبت عندهم خلافة امير المؤمنين عليهالسلام بالدّليل القاطع وانكروه عنادا واستكبارا كما اعترف هو به وسننقله عن الشهيد الثانى ايضا فتدلّ الاخبار المذكورة على كفر من كان من العامّة كذلك وقد تسلّمنا ذلك ولا يدل على كفر سوادهم وجماعتهم وعموم اهل اسواقهم هذا مع كون الإجماعات المنقولة والشهرات المحققة والمنقولة مرجّحة لاخبارنا وسيأتى فى محلّه وجوب الترجيح بها واعجب من ذلك حكمه بكفر فرق الشّيعة كلّها غير الإماميّة تمسّكا ببعض الاخبار مع انّ الخبر الّذى لا يوجد فى سنده واحد منهم او اكثر قليل مع انّ بعضا منهم كبعض بنى الفضال مثل على بن حسن بن فضال واخيه وابيه كانوا فى غاية الجلالة وكانوا مرجعا فى الجرح والتعديل ولم صار اقوال هذه الكفّار حجّة لنا ان هذا الّا شيء عجاب فلنفصّل