الى اخفى النّظريّات وكون التفاوت راجعا الى مجرّد الجلاء والخفاء غير مسلّم بل عند الحصول وزوال التردّد التفاوت بحاله وكفاك قول الخليل ص ولكن ليطمئنّ قلبى وعن على ع لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا على انّ القول بانّ المعتبر فى حقّ الكلّ هو اليقين وان ليس للظنّ الغالب الّذى لا يخطر معه النقيض بالبال حكم اليقين محلّ نظر وقال العلّامة المجلسى ره والحقّ انّ الأيمان يقبل الزّيادة والنقصان سواء كانت الأعمال اجزائه او شرائطه او آثاره الدالّة عليه فانّ التصديق القلبى باىّ معنى فسّر لا ريب فى انّه يزيد وكلّما ازدادت آثاره على الأعضاء والجوارح فهى كثرة وقلّة تدل على مراتب الايمان زيادة ونقصانا وكلّ منهما يتفرع على الآخر فانّ كل مرتبة من مراتب الايمان يصير سببا لقدر من الاعمال يناسبها فاذا اتى بها قوى الايمان القلبى وحصلت مرتبة اعلى تقتضى عملا اكثر وهكذا قلت ولعلّ هذا هو السرّ فى تعبير الله تبارك وتعالى بالعبارة حيث قال وما خلقت الجنّ والأنس الّا ليعبدون فيكون للاشارة الى انّ المعرفة تكمل بالعبارة والوجه الثانى لدفع اشكال اختلاف الاخبار من الجهة الّتى ذكرناها الحمل على اختلاف معانى الأيمان والإسلام امّا بالاشتراك اللّفظى او بالحقيقة والمجاز ويختلف الآثار دنيوية واخروية فى اول البعثة وغيره بحسب اختلافها ولو فى الجملة الاوّل التّصديق بوحدانيّة الله تعالى ورسالة الرّسول صلىاللهعليهوآله والإقرار بما جاء به اجمالا وهذا المعنى لا شكّ فى ترتب الآثار الدنيوية من الطّهارة وجواز النكاح والدية التامة وغير ذلك عليه وكذلك الآثار الاخرويّة من النجاة عن النار والانسلاك فى زمرة الاخيار فى دار عدن وجنة نعيم فى اوائل البعثة ويدلّ عليه رواية محمّد بن سالم عن أبي جعفر المرويّة فى الكافى قال ع فلم يمت بمكة فى تلك العشر سنين احد يشهد ان لا إله الّا الله تعالى وانّ محمّدا رسول الله ص الا ادخله الله الجنّة باقراره وهو ايمان التّصديق وقد نقلها المصنّف ره فى الكتاب وجعلها ادلّ الرّوايات وغير ذلك من الاخبار الدالّة على ما ذكرنا ثم انّ ما فى حديث محمّد بن سالم مخالف لما هو المشهور من اقامة الرّسول ص بعد البعثة فى مكّة ثلث عشر سنة فقيل هو مبنىّ على اسقاط الكسور بين العددين وهو بعيد وقيل انّه مبنىّ على ما يظهر من الاخبار انّه لما نزل وانذر عشيرتك الاقربين وكان اوّل بعثته ص دعى رسول الله ص بنى عبد