ويؤيّد ذلك انّه تعالى مدح اصحابه بكونهم اشدّاء على الكفّار الّذين من جملتهم المنافقين ورحماء بينهم وهو صلىاللهعليهوآله اولى بان يكون كذلك فالتفسير المذكور مناسب لكون المراد بالمؤمنين فى الآية هم المؤمنين فى الباطن المقرّين بالعقائد الحقّة فيكون التّفسير المنقول عن ابن عبّاس وغيره موافقا له ففى مجمع البيان معناه انّه لا يضرّه كونه اذنا فانّه اذن خير فإنّه لا يقبل الّا الخبر الصّادق من الله ويصدّق المؤمنين ايضا فيما يخبرونه ويقبل منهم دون المنافقين عن ابن عبّاس فايمانه للمؤمنين تصديق لهم على هذا القول وقيل يؤمن للمؤمنين اى يؤمنهم فيما يلقى اليهم من الأيمان ولا يؤمن المنافقين بل يكونون على خوف وان حلفوا قوله ويؤيّده ايضا ما عن القمّى ره فى سبب النّزول اقوال ففى مجمع البيان قيل نزلت فى جماعة من المنافقين منهم الجلّاس بن سويد وشاس بن قيس ومحشى بن عمير ورفاعة بن عبد المنذر وغيرهم قالوا ما لا ينبغى فقال رجل منهم لا تفعلوا فانّا نخاف ان يبلغ محمّدا ما تقولون فيقع بنا فقال الجلّاس بل نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فانّ محمّدا اذن سامعة فانزل الله الآية وقيل نزلت فى رجل من المنافقين يقال له نبتل بن الحرث وكان رجلا اديما احمر العينين اشفع الخدّين مشوّه الخلقة وكان ينمّ حديث النبىّ ص الى المنافقين فقيل له لا تفعل فقال انّما محمّد اذن من حدّثه شيئا صدّقه نقول ما شئنا ثم نأتيه ونحلف له فيصدّقنا وفى الصّافى عن القمّى كان سبب نزولها انّ عبد الله بن نفيل كان منافقا وكان يقعد الى رسول الله فيسمع كلامه فينقله الى المنافقين وينمّ عليه فنزل جبرئيل على رسول الله فقال يا محمّد ص انّ رجلا من المنافقين ينمّ عليك وينقل حديثك الى المنافقين فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله من هو فقال الرّجل الاسود كثير شعر الرّأس ينظر بعينين كانّهما قدران وينطق بلسانه شيطان فدعاه رسول الله فاخبره فحلف انّه لم يفعل فقال رسول الله قد قبلت منك فلا تقع فرجع الى اصحابه فقال انّ محمّدا اذن اخبره الله انى انمّ عليه وانقل اخباره فقبل واخبرته انّى لم افعل فقبل فانزل الله على نبيّه ص (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ) لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين اى يصدّق الله فيما يقول له ويصدّقك فيما تعتذر اليه فى الظّاهر ولا يصدّقك فى الباطن قوله ويؤمن للمؤمنين يعنى المقرّين بالأيمان وهذا التفسير كما ذكره المصنّف صريح فى ان المراد من المؤمنين المقرّون من غير اعتقاد لكن الاخذ بالتّفسير المذكور مع عدم اسناده الى الإمام ع موجب لطرح رواية