من الرّواة وقد نبّهوا بذلك فى بعض الأخبار ففى بعضها ردعا للسّائل ليس حيث تذهب وفى بعضها هذا يظنّ انّه من اهل الادراك وغير ذلك كما فى بعض اخبار الصّلاة والصّوم وغيرهما وسننبّه على بعضها فى التعادل والتّرجيح إن شاء الله الله فكيف يمكن حصول القطع بصدور العبارة المذكورة فى الخبر او ما يطابقه من جميع الجهات عن المعصوم ع ومنها انّه قد ذكر العلماء فى الفقه كثيرا من المواضع الّتى اختلف فيها نسخ الكافى والفقيه والتّهذيب والاستبصار فى حديث واحد وقد رجّحوا نسخة الكافى بانّ الكلينى ره كان اضبط فراجع الرّياض ولا يخفى عدم امكان القطع بصدور جميع النّسخ المختلفة عن الإمام ع مع انّه لا معنى عليه لترجيح نسخة الكافى من جهة كونه اضبط اذ لا معنى للتّرجيح فى القطعيّات بذلك ومنها ما قال السيّد المرتضى ره على ما نقله فى محكىّ المعالم والمنتفى من انّ اكثر احاديثنا المرويّة فى كتبا معلومة مقطوعة على صحّتها امّا بالتّواتر من طريق الإشاعة والإذاعة وامّا بامارة وعلامة دلّت على صحّتها وصدق رواتها وان وجدناها مودعة فى الكتب بسند مخصوص من طرق الآحاد انتهى ولا يخفى صراحته فى عدم كون جميع الاحاديث المرويّة فى الكتب مقطوعة عنده مع قرب عهده بزمان الأئمّة عليهمالسلام واطّلاعه على القرائن والأمارات فكيف صار جميعها قطعيّة لهؤلاء المتأخّرين من الأخباريّين ومنها استبعاد ان يكون الأخباريّون الموجودون فى الأزمنة المتأخّرة عالمين بكون الأخبار قطعيّة بالقرائن الّتى ذكروها مع عدم علم الشيخ والعلّامة والسيّد بن طاوس وغيرهم بها مع توسعتهم فى العلوم واحاطتهم بكتب القدماء وعلمهم بالقرائن الّتى ذكروها واحتفافها بل علمهم بخلافه ولم يقنعوا بذلك بل ادّعوا اجماع العلماء قاطبة على حجّية خبر الواحد المجرّد فى مقابل السيّد واتباعه ومن العجيب انّ العلّامة قد ذكر فى النّهاية انّ الأخباريّين لم يعوّلوا فى اصول الدّين وفروعه الا على اخبار الآحاد المجرّدة ثمّ جاء المتأخّرون من الأخباريّين يدّعون قطعيّة الاخبار حتّى فى الفروع ايضا ومنها كثرة الكذّابين على النبىّ ص والأئمّة ع ودلّت على ذلك الأخبار الكثيرة ومع ذلك فكيف يمكن القطع بصدور جميع الأخبار الّتى فى الكتب المشهورة ولا اقلّ من ان يجعل الكذب على النبىّ ص والأئمّة ع احد اسباب اختلاف الاخبار وقد نقل فى الوسائل فى كتاب القضاء حديثا عن امير المؤمنين ع يبيّن فيه انّ ناقلى الأخبار عن رسول الله ص اربعة ليس لهم خامس رجل منافق يظهر الأيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثم