الامر باتباعه والوصيّة به والتمسّك به مع انّهم ع قد حثّونا على عرض اخبارهم على كتاب الله والعرض على المحرّف المغيّر لا معنى له مع انّ خبر التّحريف مخالف لكتاب الله فيجب ردّه ما هذه عبارته ويخطر بالبال فى دفع هذا الاشكال والعلم عند الله ان يقال ان صحّت هذه الاخبار فلعلّ التغيير انّما وقع فيما لا يخلّ بالمقصود كثير اخلال كحذف اسم علىّ وآل محمّد ص وحذف اسماء المنافقين عليهم لعاين الله فانّ الانتفاع بعموم اللّفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فانّ الانتفاع بالباقى باق مع انّ الاوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدلّ على هذا قوله ع فى حديث طلحة ان اخذتم بما فيه نجوتم من النّار ودخلتم الجنّة فانّ فيه حجّتنا وبيان حقّنا وفرض طاعتنا ولا يبعد ايضا ان يقال بعض المحذوفات كان من قبيل التّفسير والبيان ولم يكن من اجزاء القرآن فيكون التّبديل من حيث المعنى اى حرّفوه وغيّروه فى تفسيره وتاويله اعنى حملوه على خلاف ما هو به فمعنى قولهم ع كذا نزلت انّ المراد به ذلك لا انّها نزلت مع هذه الزّيادة فى لفظها فحذف منها ذلك اللّفظ وممّا يدلّ على هذا ما رواه فى الكافى باسناده عن أبي جعفر ع انّه كتب فى رسالته الى سعد الخير وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه وحرّفوا حدوده فهم يروونه ولا يرعونه والجهّال يعجبهم حفظهم للرّواية والعلماء يحزنهم تركهم للرّعاية وما رواه العامّة انّ عليّا ع كتب فى مصحفه النّاسخ والمنسوخ ومعلوم انّ الحكم بالنّسخ لا يكون الّا من قبيل التّفسير والبيان ولا يكون جزء من القرآن فيحتمل ان يكون بعض المحذوفات ايضا كذلك هذا ما عندى من التفصّى عن هذا الأشكال انتهى وقال فى محكىّ كشف الغطاء وما ورد من اخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها ولا سيّما ما فيه نقص ثلث القرآن او كثير منه فانّه لو كان ذلك لتواتر نقله لتوفّر الدّواعى ولاتّخذه غير اهل الإسلام من اعظم المطاعن على الاسلام واهله فلا بدّ من تاويلها باحد وجوه الاوّل النقص ممّا خلق لا ممّا انزل الثّانى النّقص ممّا نزل من السّماء لا ممّا وصل الى خاتم الأنبياء ص ثالثها النقص فى المعانى رابعها انّ النّقص من الاحاديث القدسيّة ثم قال والّذى اختاره ان المنزل من الاصل ناقص فى الرّسم وما نقص منه محفوظ عند النبىّ ص وامّا ما كان للإعجاز الّذى شاع فى الحجاز وغير الحجاز فهو مقصود على ما اشتهر بين النّاس انتهى الى غير ذلك من كلماتهم واستدلالاتهم على ما صاروا اليه من عدم التّحريف وقال بعضهم بالتّحريف بالنّقيصة فى غير آيات الأحكام ليس لنا مجال لذكر كلماتهم وتحقيق