ما حكينا عن ابن العربى وابى حيان والفرّاء وغيرهم وقال السّبكى فى شرح المنهاج قال الاصحاب يجوز القراءة فى الصّلاة وغيرها بالقراءات السّبع ولا يجوز بالشّاذة وظاهر هذا يوهم انّ غير السّبع المشهورة من الشواذّ وقد نقل البغوى الاتفاق على قراءة يعقوب وابى جعفر وهذا القول هو الصّواب ثم قال والخارج عن السّبعة المشهورة على قسمين منه ما يخالف خطّ المصحف وهذا لا شكّ انّه لا يجوز القراءة به لا فى الصّلاة ولا فى غيرها ومنه ما لا يخالف خطّ المصحف ولم تشهر القراءة به وانّما ورد من طريق غريب لا يعوّل عليه وهذا يظهر المنع من القراءة به ايضا ومنه ما اشتهر من ائمّة هذا الشّأن من القراءة به قديما وحديثا فهذا لا وجه للمنع منه ومن ذلك قراءة يعقوب وغيره وفى هذا تاكيد لما ذكرناه آنفا من تظافر الكلمة على العمل بالمشهور وعدم الانحصار فى المتواتر انتهى كلامه رفع مقامه قلت وممّا يؤيّد انّ المراد من سبعة احرف فى الحديث النّبوى ليس هى القراءات السّبع انّ القرّاء السّبعة لم يكونوا فى زمان النبىّ ص فكيف ينزّل حديثه على قرائات من يأتى على رأس مأتين او ثلاثمائة وقد سمعت ممّا نقلنا انّ النّاس كانوا فى رأس مأتين على قراءة القرّاء الستّة ويعقوب فلمّا كان على رأس ثلاثمائة حذف ابن مجاهد يعقوب واثبت الكسائى فلا بدّ ان يكون حمل الحديث على القراءات السّبع مختلفا باختلاف الازمان وهو كما ترى وايضا احاديثهم عليهمالسلام يفسّر بعضها بعضا وقد روت العامّة عن النّبى على ما فى الصّافى انّه قال نزل القرآن على سبعة احرف امر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل كما نقلنا سابقا ايضا ومثله ما نقله أصحابنا عن امير المؤمنين انّ الله تبارك وتعالى انزل القرآن على سبعة اقسام كلّ قسم منها شاف كاف وهى امر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص فليحمل الخبر المعروف الّذى ادّعى العامّة تواتره على ما تضمّنه الخبر ان المذكوران او على البطون لما رواه العامّة عن النبىّ ص انّ القرآن نزل على سبعة احرف لكلّ آية منها ظهر وبطن ولكلّ حرف حدّ ومطلع وفى رواية اخرى لهم مذكورة فى الصّافى انّ لكلّ من الاقسام ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا الى سبعة ابطن ومثلهما ما فى الخصال على ما حكى عن حمّاد قال قلت لأبى عبد الله ع انّ الاحاديث تختلف عنكم قال فقال ان القرآن نزل على سبعة احرف وادنى ما للإمام ان يفتى على سبعة وجوه ثم قال هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب او على اللّغات السّبع كما ذكره ابن الاثير وغيره على ما