لا يكاد ينتج ذلك ما لم يضمّ اليه ساير مقدّمات دليل الانسداد وإن كان المراد منه استنتاج ثبوت المقتضى لحجّيته فلا دخل للعلم الاجمالى ببقاء التكليف فيه اصلا بل يكون ذكره فى مقدّمات البرهان من قبيل ضمّ الحجر بجنب الانسان انتهى قوله ان المتشابه الى قوله والقرآن من هذا القبيل اه يمكن ان يكون مراده من المتشابه الّذى قد جعل القرآن من قبيله انّ الظواهر من العمومات والمطلقات وغيرهما كلّها او جلّها قد اريد منها غير ظاهرها فيكون من تاخير البيان عن وقت الحاجة لمصلحة فانّ تاخير البيان عن وقت الحاجة كذلك جائز عنده كما صرّح به فى ذيل المقدّمة الاولى وعند بعض المحققين ومنهم المصنّف كما صرّح به فى باب التعادل والتّرجيح ويمكن ان يكون مراده بالمتشابه هو انّ العلم الإجمالي بالمخصّصات والمقيّدات وساير خلاف الظّواهر قد اوجب الاجمال فى القرآن فلا يمكن العمل به والفرق بين الوجهين لا يكاد يخفى ويرد عليه على تقدير ارادته المعنى الاوّل منع الدّعوى المذكورة وانّه ليس فيه الّا تاخير البيان عن وقت الخطاب لا عن وقت الحاجة مع انّ الاصل عدم وجود المصلحة المصحّحة لتأخير البيان عن وقت الحاجة فانّا وان يجوّز تاخير البيان عن وقت الحاجة لمصلحة كما انّ فى اوائل زمان البعثة قد تأخّر بيان كثير من الاحكام للمصالح المختفية على اكثر النّاس الّا انّا لا نلتزم به الّا مع العلم به ولذا لا نحكم بالإجمال فى العمومات والاطلاقات المحتمل ذلك فيها مع انّ ما ذكر يستلزم كون القرآن من قبيل اللّغز والمعمّى مع انّه كان معجزا للرّسول ص وقد تحدى به قال الله تعالى (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) فى آيات من قبيلها وقد ورد بلسان قومه فى مقام الانذار والتّذكير قال الله تعالى قرآنا عربيّا (لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) فى آيات من ذلك وامرنا بالتدبّر فيه قال الله (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) وقال تعالى ايضا (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ولعمرى ان ذلك اوضح من ان يخفى فتامّل ويرد عليه على تقدير ارادته المعنى الثانى انه ان كان مراده من قوله المذكور انّه مع العلم الاجمالى بطرو التخصيص والتقييد وساير الصّوارف لا يعمل بالظّواهر حتّى يتفحّص عن الاخبار وساير الادلّة فاذا تفحّص واطّلع على خبر مخصّص لعام الكتاب او مقيّد لاطلاقه مثلا فلا بدّ من ان يعمل بالخبر واذا تفحّص ولم يطّلع على خبر مخصّص او مقيّد او اطّلع على خبر مخصّص فى الجملة ولم يرد على