بحث ونقد حول عدة نقاط
(الأولى) ـ نظرية الأشاعرة : الكلام النفسيّ ، ونقدها.
(الثانية) ـ نظرية الفلاسفة : إرادته تعالى من الصفات الذاتيّة ونقدها.
(الثالثة) ـ نظرية الأشاعرة : مسألة الجبر ، ونقدها.
(الرابعة) ـ نظرية المعتزلة : مسألة التفويض ، ونقدها.
(الخامسة) ـ نظرية الإمامية : مسألة الأمر بين الأمرين.
(السادسة) ـ نظرية العلماء : مسألة العقاب.
(١) نظرية الأشاعرة
الكلام النفسيّ ونقدها
ذهب الأشاعرة إلى ان كلامه تعالى من الصفات الذاتيّة العليا ، وهو قائم بذاته الواجبة ، قديم كبقية صفاته العليا ، من العلم ، والقدرة ، والحياة ، وليس من صفاته الفعلية كالخلق ، والرزق ، والرحمة ، وما شاكلها ولأجل ذلك قد اضطروا إلى الالتزام بان كلامه تعالى نفسي ، ما وراء الكلام اللفظي ، وهو قديم قائم بذاته تعالى ، فان الكلام اللفظي حادث فلا يعقل قدمه ، وقد صرحوا (١) به في ضمن محاولتهم ، واستدلالهم على الكلام النفسيّ ، وإليكم نصّ مقولتهم.
وهذا الّذي قالته المعتزلة لا ننكره نحن ، بل نقوله ، ونسميه كلاماً لفظياً ، ونعترف بحدوثه ، وعدم قيامه بذاته تعالى ، ولكنا نثبت أمراً وراء ذلك ، وهو المعنى القائم بالنفس ، الّذي يعبر عنه بالألفاظ ، ونقول
__________________
(١) شرح المواقف مبحث الإلهيات ص ٧٧.