المجموع كان غاية المراد.
وبالجملة
فالاطلاع على هذا الفن والبحث فيه ، مما يحصل هذا المقصود ويتممه ، لأن الرجوع إلى
أصل البراءة ، لا يصح الّا بعد طمأنينة النفس بعدم النص المزيل لها ، وإنما يحصل
ذلك بكثرة التفتيش عن النصوص.
وأمّا الرجال :
فهو علم يحتاج
إليه المستدل غاية الحاجة ، لأن به يعرف صحيح الأحاديث من فاسدها ، وصادقها من
كاذبها ، لأنّه من عرف الراوي عرف الحديث ، ومتى جهله جهله ، فلا بدّ من معرفة
الرجال الناقلين للأحاديث عن الأئمة عليهمالسلام ، من زمان الإمام الحق أمير المؤمنين عليهالسلام إلى زمان العسكري عليهالسلام ، ومنه إلى زماننا هذا ، أمّا بعدالة ، أو بفسق ، أو
بجهل أحدهما ، ليكون على بصيرة ، فيقبل ما رواه العدل بلا خلاف ، ويرد ما رواه
الفاسق بلا خلاف ، ويتوقف فيمن جهله.
ولا يجب عليه
أن يكون حافظا لأسماء هذه الرجال ، مستقلا بها على ظاهر قلبه ، ومعرفة بلدانهم
وصفاتهم وتواريخهم ، بل يكتفي في ذلك الرجوع إلى الكتب الموضوعة لذلك ، وأنسب ما
بين أيدينا في هذا الوقت ، ما ذكره الشيخ جمال الدين رحمهالله ، في كتاب خلاصة الأقوال في أحوال الرجال ، فإن فيه غنية عن كثير من الكتب المطولة ، وإن اضفت
__________________