قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    كاشفة الحال عن أحوال الإستدلال

    كاشفة الحال عن أحوال الإستدلال

    كاشفة الحال عن أحوال الإستدلال

    تحمیل

    كاشفة الحال عن أحوال الإستدلال

    155/188
    *

    وركوب المشقة ، وزاد بالتوفيق لإصابة الحق فكان ثوابه أكثر ، وفضله أتم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

    وعليك فيما تعمل من الأحكام التي يؤديك النظر إليها ، وما تفتي به منها ، وما تقضي به بين الخصوم بالأخذ بالأحزم ، والعمل بالأحوط لتسلم من ورطات شبهات الخلاف مهما أمكنك السلامة من ارتكابه ، وهو الطريق الأسلم.

    فما كان من شقّي المسألة مجمع عليه ، والآخر مختلف فيه ، فخذ بموضع الوفاق ، واترك الآخر ، فإنه محل الاحتياط ، فإن لم تجد أحدهما كذلك ، فخذ بالقول الأشهر ، فإنّه أقرب الى غلبة الظن بالسلامة ، فإن لم تجد ، فأخذ بقول الأكثر ، فإن طريق القوم قليل الخطأ.

    وكن شديد المراعات لهذه الأحوال ، فإنها مدار الاجتهاد ، وطريق أهل الاستدلال ، ومع ذلك فأنت مع قائد الامارات ، وهادي الدلالات ، فلك العمل برأيك إذا تبين لك بغلبة ظنك صحة الطريق ، وقوة الأمارات ، فإن الله تعالى بكرمه يفيض على أهل الاستعداد مواضع التحقيق.

    وأصلح سريرتك غاية الإصلاح ، وداوم على المروة وحافظ عليها ، وأكثر من الدعاء والسؤال من المنان ان يوصلك إلى مطلوبك ، فإنه حري أن يفيض عليك هذه المطالب ، ويوصلك هذه الموارد ، ويجمع لك هذه الشوارد بلطفه العظيم ، وفيضه العميم ، لأنّه وعدك وهو لا يخلف الميعاد.

    ولقد نصحتك غاية النصح ، وبينت لك طريق القوم غاية البيان ، وأزحت عنك جميع العلل ، فاشرب من الحياض الروية ، وأجلس على موائدهم الهنيئة ، والبس الحلل ، واخلع نعالا أشراكها رثة ، تجلس على بساط القوم ، وتكون من أهل الهداية ، والسالكين مسلك أهل الولاية.

    أسعدك الله وإيانا على الوصول إلى هذه المطالب ، ووفقنا وإياك لتحصيل هذه الرغائب ، وأسأل منك الدعاء عقيب صلواتك ، وفي مواضع خلواتك.