يفتنوك ، ولا بدّ إذا باينتهم عن طريقهم إلى الاتصاف بهذه الصفات ، ان يحسدوك ويكيدوك ليشغلوك ويصدّوك ، فلا يضيق صدرك من مكرهم ، ولا يلتفت إلى زخارفهم ، ولا تكترث بأقوالهم ، وأمض في طريقك ، وجد في عزمك ، وأعلم أن لله تعالى نفحات وواردات تصل إلى أهل الاستعداد على قدر استعدادهم ، فكن متعرضا لها بكثرة الاستعداد ، متهيئا للسوانح بكثرة المراعات.
وعليك بالمواظبة على تعريف غوامض أسرار الآيات الفقهية ، فإنها الباب الأزل والمدخل الأعظم ، فأكثر من البحث عن تلك الغوامض ، والفحص عن تلك الأسرار ، تكثر عليك الفروع الفقهية ، وتقف على أغلب الأحكام الشرعية.
ولا تغفل عن الأخبار ، وتصفّح الآثار ، فإنها المدخل الثاني ، والنهج الواضح ، والطريق الأقوم ، فكن كثير المطالعة لها ، قوي البحث عن معانيها ، مذاكرا لها عند عظماء أصحابك ، والتابعين لطريقك ، تجد منها الاستعداد التام ، والأحكام الجمة ، والمسائل المتعددة ، واعرف صفاتها غاية المعرفة ، وابحث عن رجالها كل البحث ، ليتم لك العمل بما تجده فيها من أحكام الدين ، وأحوال الشرع المطهر.
ولا تغفل عن أحوال التراجيح ، فكن فيها كثير الحذر عن الغلط فإنه المزلقة العظمى.
وعلم الرجال ، فاستظهره غاية الاستظهار ، فإنه السلّم الذي تعرج به إلى تعريف صحيح الأحاديث من غيره ، واضبط الأصلين فانهما المطلوب الاقصى ، والمقصود بالذات ، والمحصلين لمدارك الاحكام ، فجوّد البحث عنهما ، وزد في الترداد إليهما ، وأكثر من المذاكرة لهما ، فإنك تجد بالمذاكرة الاستعداد التام ، بل هي أبلغ من المطالعة.
وعليك في معرفة اصول الحوادث ، ومسائل الفقه ، بكثرة الاطلاع