والمعنى : حتى ما تزيد مخافة (وعل) على مخافتى ، ومثله من غير المخفوض قول الراجز (١) :
إن سراجا لكريم مفخره |
|
تحلى به العين إذا ما تجهره |
[قال] (٢) الفراء : حليت بعيني ، وحلوت [فى صدرى] (٣) والمعنى : تحلى بالعين إذا ما تجهره ، ونصب الابتغاء من جهتين : من أن تجعل فيها نية إنفاقه ما ينفق إلا ابتغاء وجه ربه. والآخر على اختلاف ما قبل إلّا وما بعدها ؛ والعرب تقول : ما فى الدار أحد إلّا أكلبا وأحمرة ، وهى لغة لأهل الحجاز ، ويتبعون آخر الكلام أوله (٤) فيرفعون فى الرفع ، وقال الشاعر (٥) فى ذلك.
وبلدة ليس بها أنيس |
|
إلّا اليعافير وإلّا العيس |
فرفع ، ولو رفع (إلا ابتغاء (٦) وجه ربه) رافع لم يكن خطأ ؛ لأنك لو ألقيت من : من النعمة لقلت (٧) : ما لأحد عنده نعمة تجزى إلا ابتغاء ، فيكون الرفع على اتباع المعنى ، كما تقول : ما أتانى من أحد إلّا أبوك.
ومن سورة الضحى
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عزوجل : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) (٢).
فأمّا الضحى فالنهار كله ، والليل إذا سجى : إذا أظلم وركد فى طوله ، كما تقول : بحر ساج ، وليل ساج ، إذا ركد وسكن وأظلم.
وقوله عزوجل : (ما وَدَّعَكَ) [١٤٢ / ا](رَبُّكَ وَما قَلى) (٣).
نزلت فى احتباس الوحى عن النبي صلىاللهعليهوسلم خمس عشرة [ليلة] (٨) ، فقال المشركون : قد ودّع محمدا صلىاللهعليهوسلم ربّه ، أو قلاه التابع الذي يكون معه ، فأنزل الله جلّ وعزّ : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) يا محمد ، (وَما قَلى) يريد : وما قلاك ، فألقيت الكاف ، كما يقول (٩) : قد أعطيتك وأحسنت
__________________
(١) لم أعثر على القائل
(٢ ، ٣) سقط فى ش.
(٤) سقط فى ش.
(٥) هو عامر بن الحارث الملقب : بجران العود. شاعر نميرى. الخزانة ٤ / ١٩٧. وفى ش : فيه ، تحريف.
(٦) قرأ ابن وثاب بالرفع على البدل فى موضع نعمة ؛ لأنه رفع ، وهى لغة تميم (البحر المحيط ٨ / ٤٨٤).
(٧) سقط فى ش.
(٨) ما بين الحاصرتين اضافة يقتضيها السياق.
(٩) فى ش : تقول.