قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    معاني القرآن [ ج ٣ ]

    معاني القرآن [ ج ٣ ]

    143/389
    *

    ومن سورة الحشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ) (٢) هؤلاء بنو النضير : كانوا قد عاقدوا رسول الله صلّى الله عليه على ألا يكونوا معه ، ولا عليه ، فلما نكب المسلمون يوم أحد غدروا ، وركب حيى بن أخطب إلى أبى سفيان وأصحابه من أهل مكة ، فتعاقدوا على النبي صلّى الله عليه ، وأتاه الوحى بذلك ، فقال للمسلمين : أمرت بقتل حيى ، فانتدب له طائفة من المسلمين فقتلوه ، وغدا عليهم النبي صلّى الله عليه ، فتحصنوا فى دورهم ، وجعلوا ينقبون الدار إلى التي هى أحصن منها ، ويرمون النبي صلّى الله عليه بالحجارة التي يخرجون منها ، وجعل المسلمون يهدمون دورهم ليتسع موضع القتال ، فذلك قوله [عزوجل] : (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) واجتمع القراء على (يخربون) إلا أبا عبد الرحمن السلمى ، فإنه قرأ (يخرّبون) (١) ، كأنّ يخرّبون : يهدّمون ، ويخربون ـ بالتخفيف : يخرجون (٢) منها يتركونها ، ألا ترى أنهم كانوا ينقبون الدار فيعظونها؟ فهذا معنى : (يخربون) والذين قالوا (يخرّبون) ذهبوا إلى التهديم الذي كان المسلمون يفعلونه ، وكل صواب. والاجتماع من قراءة القراء أحب إلىّ.

    [وقوله تبارك وتعالى : (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) (٢) :

    يا أولى العقول ، ويقال : يا أولى الأبصار : يا من عاين ذلك بعينه (٣)].

    وقوله : (لِأَوَّلِ الْحَشْرِ) (٢) :

    [هم] (٤) أول من أجلى عن جزيرة العرب ، وهى الحجاز.

    وقوله : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) (٥).

    __________________

    (١) وقرأ بالتشديد أيضا قتادة ، والجحدري ومجاهد وأبو حيوة وعيسى وأبو عمرو (البحر المحيط ٨ / ٢٤٣).

    (٢) فى ش : يخربون ، تحريف.

    (٣) ما بين الحاصرتين زيادة فى ب ، ح.

    (٤) زيادة فى ب ، ح.