صغير ولا كبير من قبل أن الطيّب عامّ فيه ، فوحّد ، وأن الصغر والكبر والطول والقصر فى كل تمرة على حدتها.
قوله : (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ) : [١٤] لا إله إلا الله (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) يعنى الأصنام لا تجيب داعيها بشىء إلا كما ينال الظمآن المشرف على ماء ليس معه ما يستقى به. وذلك قوله عزوجل : (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ) ثم بيّن الله عزوجل ذلك فقال : (لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ).
وقوله : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) : [١٥] فيقال : من الساجد طوعا وكرها من أهل السموات والأرض؟ فالملائكة (١) تسجد طوعا ، ومن دخل فى الإسلام رغبة فيه أو ولد عليه من أهل الأرض فهو أيضا طائع. ومن أكره على الإسلام فهو يسجد كرها (وَظِلالُهُمْ) يقول : كل شخص فظلّه بالغداة والعشىّ يسجد معه. لأن الظلّ يفىء بالعشيّ فيصير فيئا يسجد. وهو كقوله : (عَنِ الْيَمِينِ (٢) وَالشَّمائِلِ) فى المعنى والله أعلم. فمعنى الجمع والواحد سواء. قوله : (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي (٣) الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) [١٦] : ويقرأ (أم هل يستوى الظّلمات والنّور) وتقرأ (تَسْتَوِي) بالتاء. وهو قوله : (وَأَخَذَ الَّذِينَ) (٤) (ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) وفى موضع آخر : (وَأَخَذَتِ) (٥).
وقوله : (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) [١٧] :
ضربه مثلا للقرآن إذا نزل عليهم لقوله : (فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها) يقول قبلته القلوب بأقدارها وأهوائها.
__________________
(١) هذا شروع فى الجواب.
(٢) الآية ٤٨ سورة النحل.
(٣) هى قراءة أبى بكر وحمزة والكسائي وخلف.
(٤) الآية ٦٧ سورة هود.
(٥) فى الآية ٩٤ سورة هود.