إتباعه (١) المحسن والنصب أن تتوهم أنك قلت : ما أنت محسنا. وأنشدنى بعض العرب :
ولست بذي نيرب فى الصديق |
|
ومنّاع خير وسبّابها |
ولا من إذا كان فى جانب |
|
أضاع العشيرة واغتابها (٢) |
وأنشدنى أبو القمقام :
أجدّك لست الدهر رائى رامة |
|
ولا عاقل إلّا وأنت جنيب |
ولا مصعد فى المصعدين لمنعج |
|
ولا هابطا ما عشت هضب شطيب (٣) |
وينشد هذا البيت :
معاوى إننا بشر فأسجح |
|
فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٤) |
وينشد (الحديدا) خفضا ونصبا. وأكثر ما سمعته بالخفض. ويكون نصب المستأنسين على فعل مضمر ، كأنه قال : فادخلوا غير مستأنسين. ويكون مع الواو ضمير دخول ؛ كما تقول : قم ومطيعا لأبيك.
والمعنى فى تفسير الآية أنّ المسلمين كانوا يدخلون على النبىّ عليهالسلام فى وقت الغداء ، فإذا طعموا أطالوا الجلوس ، وسألوا أزواجه الحوائج. فاشتدّ ذلك على النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، حتّى
__________________
(١) ا : «إتباعها».
(٢) البيتان لعدى بن خزاعى كما فى اللسان (ترب). وفى ا : «فلست» والنيرب : الشر والنميمة. والهاء فى (سبابها) للعشيرة. وفى اللسان عن ابن برى أن صواب إنشاده :
ولست بذي نيرب فى الكلام |
|
ومناع قومى وسبابها |
ولا من إذا كان فى معشر |
|
أضاع العشيرة واغتابها |
ولكن أطاوع ساداتها |
|
ولا أعلم الناس ألقابها |
(٣) رامة وعاقل ومنعج وشطيب مواضع فى بلاد العرب. و (جنيب) من معانيه الأسير.
(٤) هو لعقيبة الأسدى ؛ كما فى كتاب سيبويه ١ / ٣٤. وأورد سيبويه بعده بيتا على النصب وهو :
أديروها بنى حرب عليكم |
|
ولا ترموا بها الغرض البعيدا |
وأورد الأعلم أن هناك رواية بالخفض وأن بعد البيت :
أكلتم أرضنا فجرزتموها |
|
فهل من قائم أو من حصيد |