وقوله : (ما أُخْفِيَ) [١٧] وكلّ ينصب بالياء ؛ لأنه فعل ماض ؛ كما تقول : أهلك الظالمون. وقرأها حمزة (ما أخفى لهم من قرّة أعين) بإرسال (١) الياء. وفى قراءة عبد الله (ما نخفى لهم من قرّة أعين) فهذا اعتبار وقوّة لحمزة. وكلّ صواب. وإذا قلت (أخفى لهم) وجعلت (ما) فى مذهب (٢) (أىّ) كانت (ما) رفعا بما لم تسمّ فاعله. ومن قرأ (أخفى لهم) بإرسال الياء وجعل (ما) فى مذهب (أىّ) كانت نصبا فى (أخفى) و (نخفي) ومن جعلها بمنزلة الشيء أوقع عليها (تَعْلَمُ) فكانت نصبا فى كلّ الوجوه. وقد قرئت (قرّات أعين) ذكرت عن أبى هريرة.
وقوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) [١٨] ولم يقل : يستويان ؛ لأنها عامّ ، وإذا كان الاثنان غير مصمود (٣) لهما ذهبا مذهب الجمع تقول فى الكلام : ما جعل الله المسلم كالكافر فلا تسوّينّ بينهم ، وبينما. وكلّ صواب.
[قوله : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) [٢١]]
حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفرّاء قال : حدّثنى شريك بن عبد الله عن منصور عن إبراهيم أو عن مجاهد ـ شكّ الفراء ـ فى قوله (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) قال مصائب تصيبهم فى الدنيا دون عذاب الله يوم القيامة.
[قوله : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا) [٢٤]] القراء جميعا على (لَمَّا صَبَرُوا) بتشديد الميم ونصب اللام. وهى فى قراءة عبد الله (بما صبروا) وقرأها الكسائىّ وحمزة (لما صبروا) على ذلك. وموضع (ما) خفض إذا كسرت اللام. وإذا فتحت وشدّدت فلا موضع لها إنما هى أداة.
__________________
(١) أي إطلاقها وإسكانها.
(٢) أي جعلتها استفهامية.
(٣) أي غير مقصودين ، يقال : صمده وصمد إليه : قصده.