المتقدّمة عليه(١) ولكنّ عدد الروايات التفسيرية الشيعية ـ سواءً كانت من أئمّة الشيعة أو من رواتهم ومفسّريهم ـ ليست بالكثيرة في تفسيره ، ويبدو أنّ السبب في ذلك يعود إلى تشدّده في بحثه السندي للرواية في حين نراه على العكس من ذلك في بعض الموارد الأخرى مثلا في نقله الإسرائيليّات من وهب بن منبّه وكعب الأحبار(٢) ، حتّى أنّه ذكر في تفسيره بعض الروايات وهي من وجهة نظره غير مقبولة(٣) لكن نادراً ما نرى في تفسيره مثل هذا العمل في باب روايات التفسير الشيعي.
ومن الواضح أنّ الطبري لم يرو في تفسيره من بعض التفاسير المتقدّمة عليه ومن جملتهم مقاتل بن سليمان ، محمّد بن عمر الواقدي ومحمّد بن سائب الكلبي(٤) أيّ رواية ، كما أنّه لم يولي اهتماماً كبيراً للقدماء من القرّاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من المفروض أن يكون الطبري مطّلعاً على تفاسير الزيدية في تلك الحقبة لأنّه ولد في طبرستان وبدأ بدراسة العلوم فيها ، كما أنّ الإشارات إلى بعض رواة الشيعة في تفسيره وإن كانت قليلة لكنّها تدلّ على اطّلاع الطبري على تفاسير الشيعة.
(٢) إنّ وجود الإسرائيليّات في تفسير الطبري كانت دائماً سبباً للانتقادات على تفسيره وخاصّة في زماننا هذا. انظر تفسير المنار ٣ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩ ، وكتاب (الإسرائيليّات في تفسير الطبري) للكاتبة آمال عبد الرحمن ربيع التي قامت بتقصّي بعض الإسرائيليّات في تفسير الطبري ومقارنتها مع الموارد المشابهة لها في المصادر العبرية.
(٣) گلدزيهر ، ص ١١٠.
(٤) وحتّى الروايات التي نقلها الطبري عن محمّد بن يوسف الفريابي (١٢٠ ـ ٢١٢هـ) من القلّة بحيث لا يمكن مقارنتها مع نقولات سائر المفسّرين عن الفريابي مثل ابن أبي حاتم في (تفسير القرآن العظيم) ، والسيوطي في (الدرّ المنثور) ، وقد يكون السبب في