البحر الزاخر في أصول الأوائل والأواخر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ألهمنا من حقائق التنزيل ما يهدي عباده إلى سواء السبيل من كلّ دليل ، وصلّى الله على محمّد وآله المحيطين بمراتب التأويل.
وبعد فيقول الراجي عفو ربّه الغني محمّد بن الحسن المدعو بمهدي الحسيني الشهير بالقزويني : هذه جملة ما استنبطنا دلالاته من الآيات القرآنية المتعلّقة بالأصول الفقهية ، وتيسّر لدينا ممّا اغترفناه من البحور الإلهية ، ممّا لم تسبق إليه أفهام العلماء الراسخين ، وممّا لم تصل إليه أفكار السابقين ، فإنّ القرآن العزيز بحر زاخر(١) يخوض فيه كلّ وارد وصادر ، ويرد منه كلّ واصل وقاصر ، وكم ترك فيه الأوّل للآخر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ، إنّه وليُّ التوفيق ، وسمّيتها (البحر الزاخر في أصول الأوائل والأواخر) ، ورتّبتها على إلهامات وخاتمة(٢).
الإلهام الأوّل : في المبادئ اللغوية ، وفيه واردات :
الوارد الأوّل : في بيان الواضع ، وفيه آيات :
الآية الأولى : قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا)(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في (ح) : (يرد منه) والظاهر أنّها زائدة.
(٢) وقد قسّمها إلى أحد عشر إلهاماً ، ولم يجعل للأصول العملية إلهاماً مستقلاًّ بل جعله ضمن الإلهام العاشر ، وخاتمة تعرّض فيها للتعادل والتراجيح ، وقسّم كلّ إلهام إلى عدد من الواردات.
(٣) سورة البقرة : ٣١١.