ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيل الفضل الراجحة(١) ، ولا سيّما بقيّة الله في الأرضين روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء ، واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين.
أمّا بعد ..
فلا يخفى على أحد أهمّية البحث عن القواعد الفقهية ، إذ يبتني الحكم عليها في كثير من الفروع الفقهية التي لا نصّ عليها بخصوصها ، وتعتبر القواعد مستنداً ودليلاً للفتوى فيها.
ويمكن أن نقسّم المراحل التاريخية التي مرّت بها القواعد الفقهية إلى ثلاث :
المرحلة الأولى : التأسيس
وهذه المرحلة تبدأ مع نشوء الفقه والتشريع الإسلامي ، فإنّ كلام الله تعالى في القرآن الكريم يعدّ المؤسّس الأوّل لجملة من القواعد الفقهية ، كقاعدة نفي العسر والحرج ، وقاعدة نفي السبيل للكافرين على المؤمنين ، ثمّ أسّست جملة من أحاديث النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) مجموعة من القواعد الفقهية ، واستند إليها الفقهاء في الإفتاء ، كقاعدة نفي الضرر ، وقاعدة الإسلام يجبّ ما قبله ، وقاعدة الغرور ، وبعد النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) أكمل أئمة أهل البيت عليهمالسلام عدل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مقدّمة نهج البلاغة للشريف الرضي ١ : ١٠.