ثمّ قال : قال الله : يا ابن آدم أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، عملت المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك»(١).
فقد بيّن الإمام عليهالسلام في هاتين الروايتين المعتقد الصحيح وعرض التفسير الصحيح للآيات.
٧ ـ تفسير الأمور الغيبية.
والوجه الآخر من الوجوه التفسيرية عند الإمام الرضا عليهالسلام ، هو بيان الأمور الغيبية وبيان بطون الآيات وبيان الأخبار المرتبطة بأصل نشأة الخلق ومعرفة الوجود ، فقد كانت هناك إشارات في بعض الآيات إلى مباحث الخلقة حيث تمّ توضيحها بواسطة بعض الروايات.
فإنّ المأمون يسأل الإمام الرضا عليهالسلام عن آية : (وَهُوَ الذِي خَلَقَ السّماواتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّام وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى المَاءِ)(٢) فأجابه عليهالسلام : «إنّ الله تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض فكانت الملائكة تستدلّ بأنفسها وبالعرش والماء على الله تعالى ، ثمّ جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنّه على كلّ شيء قدير ، ثمّ رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع ثمّ خلق السماوات السبع والأرض في ستّة أيّام وهو مستول على عرشه وكان قادراًعلى أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ١/١٥٧.
(٢) هود : ٧.