تشتمل عليه من مفاهيم ومداليل ، وأنّه عليهالسلام في حدِّ ذاته مصدر من مصادر تفسير القرآن الكريم ، إلاّ أنّه في بعض الأحيان يستشهد في تفسير آيات القرآن الكريم ببعض الروايات التفسيرية للأئمّة الذين كانوا قبله عليهمالسلام.
ويمكننا أن نشير في هذا المجال إلى النماذج التالية :
١ ـ «في عيون أخبار الرضا بإسناده إلى إبْراهيم بن عبّاس الصُّوفي الكاتب ، قال : كُنّا يَوماً بين يدي عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام فقال : ليس في الدّنيا نعيم حقيقيّ ، فقال له بعض الفقهاء ممّن يحضره : في قول الله عزّ وجلّ : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ)(١) أما هذه النعيم في الدّنيا هو الماء البارد؟ فقال له الرضا عليهالسلام ـ وعلا صوته ـ كذا فَسّرْتُموه أنتم وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطّعام الطّيّب ، وقال آخرون : هو طيب النّوم ، ولقد حدّثني أبي ، عن أبيه أبي عبد الله عليهالسلام أنّ أقوالكم هذه ذكرت عنده ـ في قول الله عزّ وجلّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذ عَنِ النَّعِيمِ ـ فغضب وقال : إنّ الله عزّ وجلّ لا يسأل عباده عمّا تفضّل عليهم به ، ولا يمنّ بذلك عليهم ، والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عزّ وجلّ ما لا يرضى المخلوق به؟ ولكنّ النعيم حُبّنا أهل البيت وموالاتنا .... يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوّة لأنّ العبد إذا وفى بذلك أدّاه إلى نعيم الجنّة الذي كان لا يزول»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التكاثر : ٨.
(٢) عيون أخبار الرضا ٢/١٢٨.