التالية في تفسيره :
١ ـ تفسير القرآن بالقرآن :
إنّ العقل يحكم علينا في مجال فهم كلام المتكلّم ورفع الإبهام والإجمال عنه أن نستعين بسائر كلامه الآخر ، فإذا عثرنا على قيود وقرائن في بقية كلامه تساعدنا على فهم أفضل لكلامه فلابدّ من الاستفادة منها. وهذا الحكم يشمل فهم آيات القرآن أيضاً ، فإنّ آيات القرآن غير مستثنات من هذه القاعدة ، وقد صرّح القرآن بضرورة الإرجاع إلى الآيات المحكمة وذلك لفهم المراد والمقصود من سائر الآيات الأُخَر(١) ، ولذلك فمن أراد أن يفهم القرآن فعليه أن يطلب ذلك أوّلاً من نفس القرآن(٢) ، فإذا تأمّلنا في آيات القرآن الكريم يتبيّن لنا أنّ بعض الأمور في بعض الآيات قد جاءت بصورة مبهمة ومجملة في حين أنّ نفس هذه الأمور قد جاءت بصورة مفصّلة ومشروحة في آيات أُخرى.
ومضافاً على ما ذكرنا فإنّ القرآن بنفسه يعرّف منهجيته أنّه (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء)(٣) ، وذلك بمعنى أنّه ناظر إلى منهجية تفسير القرآن بالقرآن.
وبناءً على ما جاء في الروايات أيضاً فإنّ القرآن مجموعة متكاملة بحيث إنّ بعض آياته ترتبط ببعضها الآخر ، فمع مراجعة الآيات والتدبّر فيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) آل عمران : ٧.
(٢) الاتقان في علوم القرآن ٢/٤٣٤.
(٣) النحل : ٨٩.