الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا ) وهو آخر الموجود من هذا التفسير الذي أملاه الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليهالسلام على الولدين المتخلفين عنده المعلومين اسما وكنية ونسبة ومذهبا بشهادة العالم الجليل العارف بخصوصياتهما حيث إنه كان تلميذهما المجاز في الرواية عنهما ، وهو المعروف في عصره بالمفسر الخطيب الأسترآبادي كما يظهر من إرسال الشيخ الصدوق تلك الأوصاف له إرسال المسلمات ، وقد كتبه الولدان عن إملائه عليهالسلام وروياه عنه بغير وساطة أحد كما هو صريح عبارات خطبة الكتاب التي تلوناها وكذا عبارات أثناء الكتاب منها في هامش ( صحيفة ١٦٨ ) من المطبوع في سنة ١٣١٥ بعد ذكر هاروت وماروت ما لفظه ( قال أبو يعقوب وأبو الحسن قلنا للحسن أبي القائم عليهالسلام فإن قوما عندنا يزعمون أن هاروت وماروت ملكان .... فقال الإمام معاذ الله ) فإنه صريح في أن الولدين وهما أبو يعقوب وأبو الحسن يرويان عن الإمام الحسن العسكري أفلا يكفي التصريح برواية الولدين عنه عليهالسلام في أثناء الكتاب زائدا على التصريحات في أوله لحصول الجزم بأن الأبوين قد رجعا إلى بلدهما ايتمارا لأمر الإمام أبي محمد عليهالسلام وخلفا ولديهما عنده ليعلمهما ، والولدان هما اللذان كانا يكتبان التفسير من إملائه في سبع سنين تقريبا ، وغير ذلك من التفاصيل ، أفلا يصير ذلك كله قرينه على زيادة كلمة ( عن أبويهما ) في جميع الأسانيد التي ذكرت فيها هذه الكلمة ، ولذا أسقط الشيخ الطبرسي لفظة عن أبويهما عند ذكر إسناده إلى هذا التفسير في أول كتاب الاحتجاج حين نقل عنه أحاديث كثيره كلها بهذا الإسناد الصدوق عن المفسر عن الولدين عن الإمام عليهالسلام ـ ولم يذكر في الإسناد لفظة عن أبويهما أصلا في جميع نسخ الاحتجاج ومنها المطبوعة في طهران ( سنة ١٢٦٩ ) الذي يظهر من مباشر الطبع أنه صححها مع نسخ عليها خطوط العلماء وتصحيحاتهم ، ثم إن من عجيب الاتفاق أنه مع هذه التصريحات الأكيدة قد وقعت زيادة لفظة ( عن أبويهما ) في الأسانيد الكثيرة المتفرقة في الكتب المتعددة من تصانيف الصدوق ، والذي يخطر بالبال في منشأ حدوث هذه الزيادة هو أن المفسر الراوي للصدوق عن الولدين قد وصفهما بعد ذكر اسمهما بقوله : ( كانا من الشيعة الإمامية من أبويهما ، أو مع أبويهما ، أو عن أبويهما ) توصيفا لهما بالتشيع ولادة ثم ذكر قوله ( قالا حدثنا الإمام عليهالسلام ) يعني قال الولدان ، فكان مراد المفسر بيان أنهما