عصر الإمام علي الهادي العسكري عليهالسلام وتمكنه من التشرف بخدمته وملازمته من لدن إمامته (٢٢٠) إلى قرب وفاته (٢٥٤) حتى يكتب في تلك المدة ما كان يمليه عليهالسلام من التفسير في مائة وعشرين مجلدا فيصح أن ينسب هذا التفسير إلى الحسن بن خالد البرقي ، ويعد من كتبه كما صنعه ابن شهرآشوب ويصح أن يطلق عليه تفسير العسكري لأنه أملاه ونحن لم نذكر في عنوان تفسير البرقي سوى تفسيري البرقي الكبير الوالد محمد والبرقي الصغير الولد أحمد ، وذكرنا هذا التفسير هنا بعنوان تفسير العسكري تبعا لابن شهرآشوب ، وكذا الظاهر بحسب العادة عدم إدراك الحسن بن خالد هذا عصر الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهالسلام ، وذلك لأن أخاه محمد بن خالد كان سنة وفاه الإمام الكاظم عليهالسلام (١٨٣) في حدود العشرين سنة كي يصح عده من أصحابه فكان هو سنة وفاه الإمام الجواد عليهالسلام (٢٢٠) في حدود الستين وفي أواخر عمره ولم يوفق للرواية عن الإمام الهادي عليهالسلام ، وأما أخوه الحسن فلكونه أصغر منه بسنتين أو أزيد فإنما يمكن بقاؤه بعده عادة إلى عشر سنين أو عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو ما يقارب الخمس والثلاثين سنة ، وهي سنة وفاه الإمام الهادي عليهالسلام وأما بقاؤه بعد ذلك وإدراكه لعصر الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام ففي غاية البعد ولا سيما كتابته بعد هذا العمر الطويل مائة وعشرين مجلدا فيما يقارب السبع سنوات مما أملاه عليهالسلام ، وكما أن الظاهر أنه لم يبق من كافة مجلداته المذكورة عين ولا أثر مثل سائر التصانيف الكثيرة لأصحابنا التي لم نطلع على أعيانها بل لم يبلغنا أسماؤها أيضا لما ذكرناه في مقدمه الكتاب في ( ص ١٦ ) وأما الذي نقل عنه ابن شهرآشوب في عدة مواضع من مناقبه فقد صرح بأنه منقول من تفسير أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام الآتي ذكره والمطبوع مكررا ، وعين ما نقله عنه موجود في هذا التفسير المطبوع ، وليس هذا المطبوع من أجزاء التفسير الكبير الذي صرح ابن شهرآشوب نفسه بأنه أملى في مائة وعشرين مجلدا ، وإنه من كتب أبي علي الحسن بن خالد البرقي ، لأن المصرح به في أول التفسير المطبوع أنه إملاء أبي محمد الحسن عليهالسلام لخصوص الولدين الذين خلفهما أبواهما عنده للتعلم فجعل عليهالسلام يمليه عليهما تشريفا لهما وشكرا لظهور